مُقدّمة النموذج الأمريكي
مُقدّمة النموذج الأمريكي
لا يكف حدث 11 سبتمبر عن كونه فريدًا من نوعه، ليس فقط بسبب الدمار الذي خلفه، ولا بسبب عدد الضحايا، بل في المستهدَف نفسه، فلأول مرة في التاريخ الأمريكي يتم توجيه ضربة مباشرة إلى الرأس لتكشف للعالم أن النموذج الأمريكي لم يعد عصيًّا على المواجهة، بعد أن مارس لمئتي عام دور “رامبو” الذي يتدخل في الوقت المناسب لإنهاء الأزمات العالمية وتحديد الفائز.
تم إعلان الحرب هذه المرة من الداخل، من قِبَل رجال تم اختلاقهم، على دولة كانت تظن أنها استثناء، ليصبح الجميع محل اتهام ومعرضين للاستجواب والتوقيف، وكثيرون محللي أخبار ومروجي دعايات، كلٌّ بطل الحرب على طريقته، وهكذا ابتكر الحدث حربه الكوكبية.
لنعتبر الحدث هو الحافة التي ينبغي التوقف عندها وإلا سيتبعها سقوط آخر في هاوية أكثر اتساعًا، لذلك من المهم تتبع مفهوم الحدث وتحليل مفارقاته.
بالاستعانة ببنية التاريخ الأمريكي، نجد أنه لا يوجد ما يسمى “بالتاريخ الأمريكي”، بل هو تاريخ المايا أو الهنود الحمر، وما حدث أنه تم تجريد قارة بأكملها من جنسيتها وهويتها، ليُطلق عليها اسم شخص أسباني “أمريكو” كأنها شهادة ميلاد من العدم.
هنا ينبغي الاعتراف بما تقدمه الاكتشافات الجغرافية من رعب في المعنى بعد التدقيق فيه، فقد أصبح “كولومبُس” منهاجًا للدراسة باعتباره المكتشف المغامر الذي يقودنا إلى عالم ما وراء الظلمات، وأصبح الهندي -بكل رحابة قارته وأصالة تاريخها- موضوع اكتشاف، كأنه لقيط وجده الأوروبي تائهًا على خريطة البشرية، فأعطى لنفسه الحق في تمثيله والحديث عنه.
الفكرة من كتاب عنف العالم
للمرة الأولى تمكن العالم من رسم صورة تضمنت كل ثقافاته وتاريخه وجنسياته ولغاته، كان ذلك عندما وُضع العنف إطارًا لتلك الصورة، فتوحد العالم عبر العنف، ليصبح العنف سيدًا للموقف ومتنًا لكتاب التاريخ الإنساني، وما سواه يعد هامشًا لا قيمة له.
هذا الكتاب يضم آراء كاتبيه عن أسئلة وجهت إليهما في معهد العالم العربي بباريس جراء أحداث 11 سبتمبر 2001م، نشرته دار Felin عام 2003م، ونُقل إلى العربية عام 2005م عن طريق دار الحوار بسوريا، فقدمه وعلق عليه: إبراهيم محمود.
مؤلف كتاب عنف العالم
إدغار موران: ولد عام 1921م، وهو أحد الفلاسفة وعلماء الاجتماع في فرنسا، ومدير فخري للأبحاث بالمركز الوطني للأبحاث العلمية، وصاحب نظرية التعقيد واستراتيجية الفكر المركب، وأحد المنظرين للمقاربة العبرمناهجية، ويعتبر من أهم المحللين للفكر المعاصر ولتاريخ الثقافة الأوربية والعالمية.
حاز جوائز عدة، من بينها الدكتوراه الفخرية في عديد من جامعات دول العالم وجائزة شارل فايون للكتاب. وله عديد من المؤلفات منها:
ثقافة أوروبا وبربريتها.
هل نسير إلى الهاوية.
الفكر والمستقبل مدخل إلى الفكر المركب.
جان بودريار: وُلد عام 1929م، هو فيلسوف فرنسي وعالم اجتماع وعالم اجتماع ثقافي، يشتهر بتحليلاته المتعلقة بوسائط الاتصال والثقافة المعاصرة والاتصالات التكنولوجية، بالإضافة إلى استنباطه مبادئ مثل المحاكاة والواقع المفرط.
له مؤلفات عدة، منها:
أمريكا.
حرب الخليج لم تحدث.
الجريمة الكاملة.
معلومات عن المترجم:
عزيز توما: مترجم عمل في عدد من دور النشر السورية، مثل دار الحوار ودار الينابيع، وترجم كتبًا عدة منها:
أحادية لغة الآخر.
انفعالات.
الإقامة في السعادة.