حافظ دائمًا على ما بداخلك
حافظ دائمًا على ما بداخلك
إذا كانت العظام هي التي تحمي الأعضاء من صدمات الخارج، فدورنا أن نحميها من الداخل عن طريق الانتباه للملوثات الغذائية والبيئية التي تحيط بنا والانتباه لعاداتنا غير الصحية التي نفعلها، فالكبد والكليتان مثلًا يظلان يعملان معنا من يوم ولادتنا إلى يوم مماتنا، بل وإن فسدت بعض أجزائهم فإن الجزء السليم الباقي يعمل ليغطي عمل ما فسد، فالكليتان مثلًا إذا فسد سبع أثمانها بالمرض، فالثمن المتبقي يتضخم ويزيد من أنسجته ليصبح قادرًا على أداء مهمة الكليتين مجتمعتين.
ولهذا ينبغى الحفاظ على الكليتين وغيرهما من الأعضاء التي يمكن أن يصيبها التلف، فبعضنا يكتفي بتعاطي المسكنات والأدوية من تلقاء نفسه دون استشارة الطبيب، أو يهمل علاج الطبيب وزيارته الدورية في حال شعوره ببعض التحسن، وهذا الإهمال يؤدي إلى عدد من التراكمات التي قد ينجم عنها فشل كلوي مزمن بالرغم من أنه كان يمكن الحفاظ على عدد من العادات اليومية البسيطة، كشرب كأس من الماء كل يوم في الصباح، وشرب كمية وافرة من الماء والسوائل بشكل عام لتعويض ما يُفقد على صورة عرق، وتجنب التلوث الهوائي الذي ينتشر في الأماكن والشوارع المزدحمة، وعدم إهمال الاستشارة الطبية عند حدوث أي أعراض أو آلام تحدث في أثناء التبول لإدراك المرض في مراحله الأولى.
وعادة تعاطي المريض المسكنات و الأدوية دون استشارة طبية لا تؤثر في الكليتين فقط، بل يمكن أن تخلق سمومًا تؤثر في الكبد، فبجانب الكحول والبلهارسيا والفيروسات الكبدية، يأتي سوء استعمال الأدوية كعدو مهم لصحة كبدك، فالكحول يمكن التوقف عن شربه، والبلهارسيا بعدم استخدام مياه الترع في الغسيل أو الاستحمام، وتوعية أهل الأرياف بأضرارها، أما عادة تعاطي الأدوية من دون استشارة فهي من أكبر الآفات للجسم ككل والكبد خصوصًا.
والجهاز الهضمي مدخل لكل تلك الأغذية والسوائل التي تمر بالكليتين والكبد، ومن هنا يجب الانتباه لصحته، وجودة الأغذية التي تمر به، فأنت ما تأكل كما قلنا، ومما يضر بالمعدة عادة التدخين، والقلق المستمر، وعادة تناول بعض الأدوية على معدة خالية التي قد تسبب قرحة في المعدة، أما القولون فجُلّ مشكلاته عند الناس تكمن في الإمساك، وهو ما ينشأ لقلة الألياف في الطعام المستهلك، ومن ثم يكمن الحل في زيادة كمية الخضراوات والفاكهة لاحتوائها على الألياف، والإكثار من كمية السوائل، وعدم إهمال رغبة التبرز وقت الحاجة، مع أخذ وقت كافٍ في دورة المياه، ومن نافلة القول التنبيه على ممارسة نشاط رياضي بانتظام.
الفكرة من كتاب شبابك.. كيف تحافظ عليه؟
كلنا يشعر في مرحلة ما أن الشباب قد انتهى، ولكن ما يختلف من شخص لآخر ليس مظاهر الشيب وتدهور السمع وضعف البصر، بل ما يعتقده الشخص في نفسه، وهل ما يزال شابًّا أم إنه كبر على تلك الأفعال، فجزء كبير من معنى الشباب أن تكون قادرًا على الأعمال التي تريد القيام بها، لا أن تبدو شابًّا في الشكل فقط.
ومن هنا يأتي دور هذا الكتاب الذي يعرض طرائق للمحافظة على صحة الشباب التي تملكها، وطرائق للمحافظة على ما بقي منه إن بدأت آثار الشيخوخة بالظهور عليك بالفعل، كما يحسن كثيرًا من وجهة نظرك تجاه جسمك، ويوضح كيف تحافظ عليه وعلى أعضائك ومظهرك من خلال الطعام الذي تأكله والطريقة التي تفكر بها والعادات التي تمارسها.
مؤلف كتاب شبابك.. كيف تحافظ عليه؟
حسان شمسي باشا: طبيب سوري حاصل من جامعة دمشق على شهادة الدراسات العليا في الأمراض الباطنية عام 1978، حازت رسالته “اعتلال العضلة القلبية” على درجة الشرف الأولى، ثم سافر إلى بريطانيا للتخصص حيث مكث عشر سنوات، تخصص بأمراض القلب، وعمل باحثًا زميلًا في أمراض القلب في مستشفى جامعة مانشستر لثلاث سنوات، ذهب إلى المملكة العربية السعودية عام 1988 ليعمل استشاريًّا لأمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، من مؤلفاته:
أسعد نفسك وأسعد الآخرين.
الضغط المرتفع.. الأسباب.. الأعراض.. العلاج.
هكذا كانوا يوم كنا.