العصور الخمسة للحضارة
العصور الخمسة للحضارة
بالنظر إلى النقلة النوعية التي حدثت في الفترات الانتقالية بين العصور الخمسة للحضارة، نفهم على الفور طبيعة الألم الذي يعاني منه معظم العمال اليوم.
ففي عصر الصيد والتجميع، كان كل ما يفعله الإنسان للحفاظ على وجوده هو استخدام السهام والأقواس والحجارة لجمع الطعام له ولأسرته، ثم حدث تحول نموذجي من استخدام الأقواس والسهام إلى استخدام الأدوات والتقنيات الزراعية لإنتاج الغذاء، ما أدى إلى زيادة الإنتاجية لما يزيد على خمسين في المئة، بعد ذلك كان العصر الصناعي، بنى الناس المصانع وتعلموا التخصصات ومهارات التفويض وتوسعوا لتتغلب إنتاجية العصر الصناعي على الزراعي بأكثر من خمسين مرة، وهكذا قلّص كل عصر حضاري ناشئ العاملين تِبَاعًا عن العصر السابق له بنسبة تسعين في المئة.
والحال نفسه بالنسبة إلى عصرنا الحالي للحضارة، عصر المعلومات والمعرفة، فمِن المتوقع أن يتجاوز إنتاج العصر الصناعي خمسين مرة، وسيكون الأفراد والمنظمات والحكومات الذين يتمتعون بالسرعة الكافية لاحتضان المهارات المعرفية والعقلية للبشرية هم العاملين الرئيسيين، وستتكرر الدورة بدخول عصر الحكمة.
وفي حين أن الأصول الرئيسة التي كان يتمتع بها العصر الصناعي كانت الأشياء (الآلات ورأس المال)، وكان الناس قابلين للاستبدال بسهولة، فإن الأصل الرئيس لعصر المعرفة والمعلومات هو الناس (عمال المعرفة)، ولكن المشكلة تكمن في حقيقة أن المديرين لا يزالون يطبّقون نموذج التحكم في العصر الصناعي على العاملين في عصر المعلومات والمعرفة، لأنهم لا يمتلكون فَهمًا دقيقًا للطبيعة البشرية.
الفكرة من كتاب العادة الثامنة: من الفعالية إلى العظمة
على الرغم من كل الاختراعات التكنولوجية والإنتاجية لدينا، يشعر الناس بالإحباط والضياع والفراغ، لأننا جميعًا نمتلك إمكانات هائلة ورغبة في عيش حياة ذات معنًى من خلال مساهماتنا، ومع ذلك فإن معظمنا لا يزدهر في مؤسسته، وإلى جانب الألم البشري، هناك ثمن كبير تدفعه المؤسسات جراء عدم تسخير الإمكانات البشرية، وهذا ما يؤدي إلى الفشل الشخصي والمؤسسي.
وفي عالم اليوم المتغير باستمرار، لم تعد الفاعلية خِيارًا، إنها مطلب، فمن دون معرفة الأشياء الصحيحة التي يجب عملها، لا يمكن للناس مواكبة التغيرات السريعة وتحقيق النتائج الفعالة، لذا، لمعالجة جذور التحديات التي نواجهها اليوم، يجب أن نتجاوز الفاعلية، ونطلق العنان للعظمة في كل واحد منا، فتضيف العادة الثامنة بُعدًا جديدًا إلى العادات السبع للناس الأكثر فاعلية -الكتاب الأكثر مبيعًا لستيفن كوفي- لمعرفة كيف يمكن إطلاق العنان لإمكانات الإنسان وعظمته.
مؤلف كتاب العادة الثامنة: من الفعالية إلى العظمة
ستيفن كوفي: مؤلف ومستشار ومحاضر أمريكي، وُلِدَ بولاية يوتاه الأمريكية، وحصل على شهادة بكالوريوس في علوم إدارة الأعمال من جامعة يوتاه بمدينة “سولت ليك”، ويحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد، ودكتوراه في التعليم الديني من جامعة “بريغهام يونغ”.
له عديد من الكتب التي تتناول موضوع المهارات التحفيزية والمساعدة الذاتية، منها:
العادات السبع للناس الأكثر فاعلية.
القيادة المرتكزة على مبادئ.
إدارة الأولويات.. الأهم أولًا.
معلومات عن المُترجم:
ياسر العِيتِي: طبيب وباحث سوري، وُلِدَ عام 1968م بدمشق، وحصل على دبلومة في الأمراض الداخلية بلندن عام 2001م، وترجم عديدًا من كتب التنمية الذاتية، والقيادة، وعلوم التفكير والإبداع، من أهمها:
نظرة جديدة في الذكاء العاطفي.
سلسلة الذكاء العاطفي.
الإنسان أولًا.