العلاقات النَّجْديَّة – الكُوَيتِيَّة
العلاقات النَّجْديَّة – الكُوَيتِيَّة
مرت العَلاقات بين نَجْدَ والكُوَيت باضطرابات عدة تسبّبت فيها مشكلات عديدة، منها مشكلة قبيلة العَجْمَان القاطنة على الحدود النَّجْديَّة الكُوَيتِيَّة، وقد بدأت هذه المشكلة في الظهور منذ سيطرة ابن سُعُود على الأحساء وامتداد سلطته إليهم، وقد زادت تخوفات ابن سُعُود من العَجْمَان بسبب تورطهم في أعمال التهريب وقطع الطرق وسرقة القوافل التِّجارية المُتجهة من البحرين إلى الأحساء والاستيلاء على ما بها من إمدادات وأسلحة، لذلك أرسل حملة عسكرية نجحت في هزيمتهم على الرغم من مُناصرة آل الصَّبَاح حُكَّام الكويت لهم، وقد أدى ذلك إلى تدهور العلاقات النَّجْديَّة الكُوَيتِيَّة.
تدخَّل كوكس لتسوية الخلافات بين ابن سُعُود وابن الصَّبَّاح، ولكنها تجددت مرة أخرى بسبب مشكلة الضرائب على البضائع الكويتية، وكذلك بسبب تورُّط الكويت في أعمال التهريب عبر العراق والشام لمساعدة العثمانيين، لذلك اضطر كوكس إلى اتخاذ إجراءات عدة تضمنت إجبار العَجْمَان على الكف عن أعمال الشغب والتهريب، وفرْض حصار بري وبَحْري على البضائع التي تخرج من الكويت، كما أجبرت بريطانيا الكويت على السماح لابن سُعُود باحتلال منطقة حَفْر الواقعة بين نَجْدَ والكويت حتى يستطيع إخضاع العَجْمَان له.
أما المشكلة الأخرى فتعلقت بالخلافات الحدودية بين نَجْدَ والكويت وحدثت بسبب عدم ترسيم حدود الكويت بعد خروج العثمانيين منها، ما أدى إلى اشتعال الخلاف بين ابن سُعُود وابن الصَّبَّاح على المناطق الواقعة بين الكويت والأحساء، واحتدم النزاع عام ١٩٢٠ حينما اشتبكت قوات ابن سُعُود بمساعدة الإخوان مع قوات ابن الصَّبَّاح في منطقة جريا العُليا انتهت بانتصار ابن سُعُود. وقد تدخَّل كوكس لفض النزاع بين الطرفين فأجبر الإخوان على الانسحاب من الكويت إلى الرياض، وعُقِدَت معاهدة المحمرة بين الطرفين لإيقاف النزاع بينهما ونصَّت الوثيقة على ترسيم الحدود الكويتية مع احتفاظهما بحقوق متساوية في المناطق المحايدة بين حدود الكويت والأحساء، وفي حالة أي خلاف يتم التقاضي في المحاكم المختلطة، وصُدِّقَ عليها في أثناء مؤتمر العقير ١٩٢٢.
الفكرة من كتاب بيرسي كوكس والسياسة البريطانية إزاء أُمراء نَجْد، الكُويت، الِحَجاز، حَائِل (١٩١٥ – ١٩٢٣)
يتحدث الكتاب عن التطورات السياسية في الجزيرة العربية منذ نشأة الدولة السعودية عام ١٩٠٢ وحتى عام ١٩٢٣، وكيف أثَّر ذلك في تغيُّر الخريطة السياسية لدول الجزيرة العربية، كما يسلط الضوء على السياسة البريطانية تجاه أمراء الجزيرة العربية الذين كانوا سلاحًا للحد من تزايد نفوذ الدولة العثمانية، فقد عملت بريطانيا على إيجاد حالة من الوِفاق بينهم لتتمكن من استمالتهم إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى حتى تستطيع هزيمة الدولة العثمانية، وقد وَجَبَ على بريطانيا التدخل في عديد من المواقف للحد من الخلافات ووقف النزاعات بين الأمراء، من أجل توطيد نفوذها وحماية مصالحها في الخليج العربي والجزيرة العربية وكذلك لحفظ توازن القوى بين دول الجزيرة العربية.
مؤلف كتاب بيرسي كوكس والسياسة البريطانية إزاء أُمراء نَجْد، الكُويت، الِحَجاز، حَائِل (١٩١٥ – ١٩٢٣)
صبري فالح الحمدي: باحث سياسي وأستاذ في جامعة المستنصرية بالعراق، تولى رئاسة مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية، حصل على جائزة أفضل كتاب عام ٢٠١١، كما حصل على مرتبة العلماء عام ٢٠١٦، له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية، مثل:
الصراع الدولي في الخليج العربي.
أضواء على تاريخ البحرين الحديث.
أشراف الحجاز في القرن الثامن عشر.