ميثاق أبدي
ميثاق أبدي
إن الميثاق عهدٌ محكم تلتزم بما يتضمَّنه وهو فيما يخصُّ الدين عهد موثق بينك وبين تعاليم هذا الدين وتكاليفه على نحو عام، أو أن يكون عهد خاص لعمل معين متعلق بالدين أيضًا، وكما أنه يشمل التزامك بأمور التكليف فإنه يشمل التزامك أيضًا بواجب القيام بالتبليغ، وعندما تدين بدين الإسلام فأنت ألزمت نفسك بالوفاء بعهد يتضمَّن الإقرار بألوهية الله سبحانه ونبوة محمد ﷺ.
كان النبي ﷺ يُبايع الناس على الإسلام ويأخذ عليهم عهودًا ومواثيقَ ويذكِّرهم بها، كما بايع الأنصار في بيعتي العقبة الأولى والثانية، وربما أخذ مواثيق وعهودًا خاصة بحسب الموقف والحادثة كما حصل في بيعة الرضوان في صلح الحديبية مثلًا حيث بايعَ الصحابةُ على الموت، وفيهم نزلت آيات سورة الفتح، وكما بايع النساء أيضًا مثلما جاء في سورة الممتحنة.
إنَّ الدين عهدٌ وميثاقٌ، ولقد ألزم الله أنبياءه ورسله بالميثاق والعهد الذي أخذه عليهم، وألزم المسلمين بالوفاء أيضًا بما ألزمهم به وذمَّ من نقضه وضرب مثلًا ببني إسرائيل الذين نقضوا عهدهم وميثاقهم فكانت عقوبتهم كما قال: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾، ما إن ينوي العبد أن يلتزم ويفي بعهود الله سبحانه فلا بدَّ له من أوراد عملية وقولية تثبته، وأن يكون له حال وارتباط مع القرآن الكريم، وأن يكون مقتديًا مهتديًا بهدي المصطفى ﷺ حتى لا يضل أو يسقط في شراك الهوى.
الفكرة من كتاب ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله
العبد في هذه الحياة مسافر سائر إلى الله تعالى وهو في سفره هذا مُحتاج إلى زادٍ دائم ولو كان قليلًا، زادٌ من عند الله يعينه ويثبته ويذكره إذا نسي، فالملهيات كثيرة والمشتتات تلتهم حياته وتسرق عمره والصوارف عن الطاعة تتطور حينًا بعد حين، لذا لزمه مُعين ومهوِّن وضابط.
عن هذا الزاد وأنواعه وفضله، وكيف يجعل العبد لنفسه منه نصيبًا، ومتى يتحراه وممن يأخذه، يمدُّ الكاتب يده بهذا وأكثر مزودًا هذا السائر المسكين بما يحتاج إليه حقًّا في سفر الحياة.
مؤلف كتاب ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله
فريد الأنصاري: كاتب وعالم دين وأديب مغربي، وُلد بإقليم الرشيدية جنوب شرق المغرب وتوفي في تركيا لكنه دُفن في المغرب.
حصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله بمدينة فاس في المغرب، وكان عضوًا برابطة الأدب الإسلامي العالمية وأستاذًا بمركز تكوين الأئمة والمرشدات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة الرباط. من أهم كتبه ومؤلفاته:
مفهوم العالِميّة.
كاشف الأحزان ومسالح الأمان.
هذه رسالات القرآن فمن يتلقاها.
الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب.