العقلية
العقلية
بعد مرحلةِ التحقق، ننتقل بنجاح إلى مرحلةِ التنفيذ، وذلك بعد الحرص على تخطي بعض العقبات، فعلى الرغم من التخطيط، تسير الرياحُ بما لا تشتهي السُّفنُ، فالتجارِب قد لا تسيرُ كما هو مُخطط لها بسببِ انجرافِ الفرق إلى بعض السلوكيات الخاطئة، أبرزها: العمل بفوضوية وعدم تحديد الفرضيَّاتِ بدقةٍ، ومن ثم الحصول على بياناتٍ غير قابلة للمقارنة، أو عدم تكريس الوقت الكافي للاختبار، أو تحليل البيانات بتسرعٍ ليؤدي ذلك إلى الإخفاقِ في التعلم، وعلى النقيض قد تنساق بعض الفرق إلى التحليل بشكل زائدٍ فيؤدي ذلك إلى الشلل، أو الاكتفاء بإجراء التجارِب الخاصة بالفرضيَّة الأهم فقط، أو التجارب المعتمدة على المقابلاتِ والدراسةِ المسحيَّة الاستكشافيَّة، أو الانحياز إلى التجاربِ التي تؤيد الآراء والمعتقدات، وعدم تصديق التجارِبِ التي تُعارضها، أو اللجوء إلى جهةٍ خارجيةٍ لإجراء الاختبارات.
ولتفادي هذه العقبات، لا بد من أن تتم عملية الاختبارِ من خلال فريقٍ قادرٍ على التعلم من الأدلة، ومواصلةِ إجراءِ التجارب، واستخدام تكتيكاتٍ مختلفةٍ للحصولِ على النتيجةِ المرجوة، والتحرك بسرعة للتحقق من صحةِ الأمور، والاستعدادِ لتحدي الوضع الراهن، والتواصلِ بشكلٍ فعالٍ مستمرٍّ مع العملاء لمعرفة السبب وراء أي عملٍ، وهذا الفريق ليعمل بكفاءةٍ، يحتاج إلى قائدٍ قادرٍ على الإرشاد، سواء من خلال الاجتماعات الرسمية أم المقابلات غير الرسمية، وخلقِ بيئةِ عملٍ خصبةٍ، وإزالة العقبات، والتواصل بفاعليةٍ مع أعضاءِ الفريق من خلال استخدامِ صيغة نحن بدلًا من صيغة الأنا، والتركيز على نتائجِ العمل بدلًا من المواعيد والميزات، والاعترافِ بعدم الدرايةِ أو القدرةِ على حلِّ بعضِ المشكلات، والاستماع وطرح الأسئلةِ سواء في أثناء الجلساتِ لإشراكِ الفريق في اتخاذ القرارات، أو في أثناء طلب أحد الأعضاء المشورة للتحقق من فَهمِ السياق قبل تقديمِ المشورة.
الفكرة من كتاب اختبار أفكار العمل التِّجاري
“ليس كلُّ ما يلمعُ ذهبًا” ولَيْسَت كلُّ فكرةٍ تبدو رائعةً في أثناء العروض التقديمية ومنطقيةً بحَسب جداول البيانات، قَدْ آنَ الأوان لتنفيذِها، مع الأسف.. لا يُدرِك عديد من رياديي الأعمال عدم حاجةِ السوق إلى الفكرة إلا بعد ضياع الوقت والموارِد التي قد تكون غالبًا محدودة، وعلى الجانب الآخر قد تَفْقِد شركاتٌ قائمةٌ فرصة كفيلة بتغيير مسار الصناعة، لأنها تخشى اتخاذ مسارات نمو جديدة خوف الإضرار بالعلامة التِّجارية.
والحل يكمنُ في كتابنا هذا الذي يوضح كيفيَّة اختبار الأفكارِ بخطوات عمليَّةٍ بسيطةٍ، فاختبار الأفكار بدقةٍ وبالكامل، يعمل على تقليل مخاطرِ تنفيذها.
مؤلف كتاب اختبار أفكار العمل التِّجاري
أليكس أوسترفالدر: هو باحث أعمال سويسري، وكاتب ومتحدث ومستشار ورجل أعمال، حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية في عام 2000 من جامعة لُوزَانْ، وعلى درجة الدكتوراه في نظم المعلومات الإدارية في عام 2004، وقد شارك في تأسيس أول شركة ناشئة له في عام 1999، وفي تأسيس شركة الاستشارات Strategyzer في عام 2010، كما شارك في تأليف عدَّة مؤلفات، منها:
الشركة التي لا تُقهر.
تصميم القيمة المُقدَّمة.
ابتكار نموذج العمل التِّجاريّ.
نموذج عملك الشخصيّ: طريقة من صفحةٍ واحدة لإعادة تطوير مهنتك.
ديفيد جيه. بلاند: مؤسس شركة precoil التي تساعد الشركات الأخرى في اختبار المنتجات والخِدْمات، يساعد دِيفِيدْ الشركات في العثور على المنتجات المناسبة للسوق والنمو باستخدام عمليات التفكير التصميمي Design thinking والأسلوب اللين Lean startup، بالإضافة إلى عملية تُدعى business model innovation، وقد عمل مع شركات عدَّة على مستوى العالم، منها شركة HP وToyota وAdobe.
معلومات عن المترجمة:
نَدَى عِصَام السَّمَان: مترجمة لدى دار نشر “جبل عمان ناشرون”، وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم المعلومات، وشهادة في تطوير فرق العمل، ومهتمة بالترجمة وكتابة المحتوى على مدونتها الشخصية، كما ترجمت عديدًا من المقالات بالإضافة إلى هذا الكتاب.