الفريق
عملية الاختبارِ لفكرة تِجارية تتطلَّب تأسيس فريقٍ قويٍّ ومُكرسٍ، ونهجُ تأسيسِ الفريق الآن يختلف عن ذي قبل، فقد كانت المشكلةُ في الماضي واضحةً وكذلك الحل ولا شيء يتغير، ومن ثم تقوم عمليةُ الهيكلةِ على تقسيم الفرق أقسامًا وظيفية مُنعزلة، لكن الأمور تتغير بسرعةٍ في الوقت الحالي، والحلول صارت غيرَ معروفةٍ، لذا وجب التنوع الوظيفي داخل الفريق الواحد لضمان سرعةِ التنفيذ وليونته، أي لا بد من أن يضم الفريقُ الواحد الآن على الأقل مُصممين ومُهندسين ومُسوقين.
إذًا فالتنوعُ الوظيفيُ مهم، والتنوعُ في جوانب مثل العِرقِ، والجنسِ، والسن، والخبرةِ، والفكرِ، يمتلكُ القدر نفسه من الأهمية، لأن التنوع يضمن توافر تجارِب ووجهات نظرٍ مختلفةٍ لتجنب التحيزات، ولكن هذا التنوع قد يؤدي إلى افتقار الفريقِ للتوافقِ في هذه المرحلة، أي الاشتراك في الهدف والسياق واللغة، لذا يُنصح باستخدام أداةٍ بصريةٍ مثل ستيفانو ماستروجياكومو | Stefano Mastrogiacomo، لتنظيمِ محتوى المحادثات في أثناء الاجتماع بالفريق، إذ تتكون هذه الأداة من وَحداتٍ، وكلُّ وَحدةٍ تُوضح معلومةً أساسيةً، مثل: المهمةِ، والمعدلِ الزمني، والأهدافِ، والالتزاماتِ، والمخاطر.
وبعد مرحلةِ التأسيس، يتعين على القائد توفير بيئةٍ تُتيح للفريق العمل بأريحية، من خلال وضع استراتيجيةٍ واضحةٍ، مع الحرص على وجودِ بعض القيود لضمان عدم الانحرافِ عن الهدف المرجو، ووضع المؤشراتِ الرئيسةِ للأداء -KPIs- لتوضيح مدى التقدمِ نحو الهدف.
وينبغي توفير تمويلٍ للفريق باستخدام نهجٍ أقرب إلى أسلوبِ رأس المال الجريء -Venture Capture- يُدعى محفظة الابتكارات، إذ يقوم على مضاعفةِ استثمارِ الأفكار الناجحة وتأسيسِ لجان استثمار لاتخاذ قرارات الموازنة بدلًا من أسلوب الانفجار الكبير، فالتجارب تحتاج إلى وجود تمويلٍ، وإلى المواردِ، بالإضافة إلى المدربين لتوجيه أعضاء الفريق بحُكم خبراتِهم، ويحتاج أعضاءُ الفريقِ إلى فرصةٍ لتوجيه جهودهم إلى مهمةٍ معينةٍ، وإلى مساحةٍ ليشعروا بمسؤوليتِهم، فبدلًا من استخدامِ أسلوبِ الإدارةِ التفصيلي Micromanagement، يُفضل استخدامُ أسلوبِ الإدارةِ التيسيري Facilitative، الذي يعتمد على إزالةِ العقبات داخليًّا وخارجيًّا لتمكين الفريق من الوصولِ إلى العملاء، بالإضافة إلى طرحِ الأسئلة لدفع الفرق نحو التطوير.
الفكرة من كتاب اختبار أفكار العمل التِّجاري
“ليس كلُّ ما يلمعُ ذهبًا” ولَيْسَت كلُّ فكرةٍ تبدو رائعةً في أثناء العروض التقديمية ومنطقيةً بحَسب جداول البيانات، قَدْ آنَ الأوان لتنفيذِها، مع الأسف.. لا يُدرِك عديد من رياديي الأعمال عدم حاجةِ السوق إلى الفكرة إلا بعد ضياع الوقت والموارِد التي قد تكون غالبًا محدودة، وعلى الجانب الآخر قد تَفْقِد شركاتٌ قائمةٌ فرصة كفيلة بتغيير مسار الصناعة، لأنها تخشى اتخاذ مسارات نمو جديدة خوف الإضرار بالعلامة التِّجارية.
والحل يكمنُ في كتابنا هذا الذي يوضح كيفيَّة اختبار الأفكارِ بخطوات عمليَّةٍ بسيطةٍ، فاختبار الأفكار بدقةٍ وبالكامل، يعمل على تقليل مخاطرِ تنفيذها.
مؤلف كتاب اختبار أفكار العمل التِّجاري
أليكس أوسترفالدر: هو باحث أعمال سويسري، وكاتب ومتحدث ومستشار ورجل أعمال، حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية في عام 2000 من جامعة لُوزَانْ، وعلى درجة الدكتوراه في نظم المعلومات الإدارية في عام 2004، وقد شارك في تأسيس أول شركة ناشئة له في عام 1999، وفي تأسيس شركة الاستشارات Strategyzer في عام 2010، كما شارك في تأليف عدَّة مؤلفات، منها:
الشركة التي لا تُقهر.
تصميم القيمة المُقدَّمة.
ابتكار نموذج العمل التِّجاريّ.
نموذج عملك الشخصيّ: طريقة من صفحةٍ واحدة لإعادة تطوير مهنتك.
ديفيد جيه. بلاند: مؤسس شركة precoil التي تساعد الشركات الأخرى في اختبار المنتجات والخِدْمات، يساعد دِيفِيدْ الشركات في العثور على المنتجات المناسبة للسوق والنمو باستخدام عمليات التفكير التصميمي Design thinking والأسلوب اللين Lean startup، بالإضافة إلى عملية تُدعى business model innovation، وقد عمل مع شركات عدَّة على مستوى العالم، منها شركة HP وToyota وAdobe.
معلومات عن المترجمة:
نَدَى عِصَام السَّمَان: مترجمة لدى دار نشر “جبل عمان ناشرون”، وحاصلة على درجة الماجستير في إدارة نظم المعلومات، وشهادة في تطوير فرق العمل، ومهتمة بالترجمة وكتابة المحتوى على مدونتها الشخصية، كما ترجمت عديدًا من المقالات بالإضافة إلى هذا الكتاب.