تعديل السلوك
تعديل السلوك
تحتاج التربية من الآباء والأمهات إلى صبر طويل وجهد حثيث ومحاولات مستمرة لاستخراج أفضل نسخ من أبنائهم، فيكونون قادرين على مواجهة تحديات الحياة المختلفة بنفوس سوية.
واحدة من الوسائل التي تساعدنا على تربيتهم -وخصوصًا تنمية سلوكهم بتعديل السلوكيات والعادات السيئة ودعم السلوكيات الحسنة- هي وسيلة الانتقاد الإيجابي، وله صور عدة، فمنها مثلًا التركيز على انتقاد السلوكيات لا انتقاد شخص الطفل نفسه، لأن توجيه الانتقاد إلى شخصه يدمر ثقته بنفسه ويفقده التعزيز الإيجابي لشخصه ويُشعره بالإحباط واليأس، لأن الطفل يحاول إرضاء وإعجاب والديه، فحين يصدر النقد لشخصه منهما يتدمر عالمه الداخلي ويشعر بأنه فقد جمهوره الوحيد! ويصبح هذا الانتقاد مدمرًا له أيضًا عندما يتم الاعتداء فيه على شخصه المحترم، وتُهان فيه كرامته الإنسانية، نعم فالطفل يشعر بمرارة ذلك مثلما نشعر نحن.
من تلك الصور أيضًا: الثناء على سلوكياتهم الإيجابية في سبيل تغيير سلوكياتهم السلبية بشكل غير مباشر، والثناء يكون على السلوك لا على الشخصية كالانتقاد للسلوكيات السلبية بالضبط، لأن مدح السلوك يطور منه ويزيد من ثقته بنفسه ويعلمه تحمل المسؤولية، والمديح يمكن أن يُدعَّم بالمكافآت بين حين وآخر بشكل معتدل وبحسب شخصية الطفل وجهده.
أحيانًا يكون على الآباء والأمهات أن يتركوا أبناءهم يتخذون قرارهم الخاص بعد النصح والتوجيه ويتحملون نتائجه وعواقبه، كنوع من التعليم والتوجيه، وهذا الأمر أثره كبير جدًّا عليهم.
من صور الانتقاد الإيجابي أيضًا: الاستعانة بالمدرسة في متابعة وتحسين سلوكيات الأبناء الشخصية والدراسية، وربما يكون ما يحصل في المدرسة مؤثرًا بشكل أو بآخر في سلوكيات الأطفال، وهنا تأتي حكمة الوالدين في السؤال عما يحصل هناك بأسئلة واضحة يتم فيها التعاطف والتفهم لمشاعر الطفل حتى نساعده على التحدث عما حصل معه، والتعبير عن مشاعره والإفصاح عن مشاكله الدراسية، وبالتالي نستطيع الاستعانة بمعلميه في التعاون معنا على رفع مستواه الدراسي، وتحسين سلوكه الأخلاقي.
الفكرة من كتاب ابني لا يكفي أن أحبك: رحلة إلى قلب الطفل وعقله
لا تضمن لنا الحياة بمجرد الزواج والإنجاب أن نصبح آباء وأمهات صالحين وربما مثاليين، بل علينا أن نتعلم ونجتهد ونطبِّق ونقيِّم في عملية مستمرة ودوام كامل، ويستغرق ذلك سنوات طويلة نحتاج فيها إلى التحلِّي بالصبر والحكمة، ففي ظل دعوات هدم الأسر والعزوف عن الزواج والإنجاب نحتاج أن نخرج بنماذج أسرية ناجحة بنفوس سوية تعيد إلى الأسرة مكانتها المركزية في المجتمع.
يقدِّم لنا هذا الكتاب بعض المساعدة في عملية التربية.
مؤلف كتاب ابني لا يكفي أن أحبك: رحلة إلى قلب الطفل وعقله
سلوى المؤيد: بحرينية الأصل، درست الصحافة بجامعة القاهرة، ثم احترفت هذه المهنة من خلال عملها بوزارة الإعلام البحرينية كصحفية محترفة، ثم ككاتبة حرة في مختلف المجلات والصحف البحرينية والعربية، وكتبت في مواضيع مختلفة اجتماعية وتربوية وقصص ونحو ذلك، إلى جانب هذا الكتاب قامت بنقل كتاب “أب الدقيقة الواحدة” إلى اللغة العربية، كما كتبت قصة والدها الذاتية، وهو أحد أهم رجال الأعمال الحرة في البحرين.