مرحلتا الانتقاء والتنفيذ
مرحلتا الانتقاء والتنفيذ
يجب أن نختار من بين الأفكار المنتقاة أفضلها، ولنجعل المعيار هو: ماذا نأمل أن تحققه الفكرة؟ ولا نختارها على أساس سهولة تنفيذها أو تشابهها مع فكرة ناجحة، وبالتأكيد سوف تكون هناك عيوب وقصور في بعض الجوانب في الأفكار المختارة، فلن تكتمل الفكرة أو تقترب من الكمال في هذه المرحلة من عملية الإبداع، بل نوجِّه جهودنا نحو إزالة أكبر عدد ممكن من العيوب، وعلينا التحلِّي بالشجاعة والفضول لمقاومة خوفنا من الفشل.
ثم تحتاج التوقف وطرح السؤال التالي: أين ستقودني تلك الفكرة؟
تأكَّد من أنها تحقق المعايير التالية: تتمتَّع بالبساطة والوضوح اللازمتين لإيصال مرادها، وفي نفس الوقت موجزة وجريئة، إضافةً إلى ملاءمتها لغرض عرضها، وقم بتحويل نقاط الضعف إلى احتياجات، ثم ابحث عن حلول لها، ويمكنك اختيار أكثر من فكرة والعمل على تطويرها بالتوازي ثم الاختيار لاحقًا بناءً على النتائج، ابحث عن آراء مفيدة لتساعدك على الانتقاء.
جرِّب الدمج بين الأفكار الجيدة لكي يقوِّي بعضها بعضًا، وعليك التحلِّي بالإيجابية في التفكير والجرأة، وأن تكون استراتيجيًّا في حلولك، أي تضيف بعدًا زمنيًّا لتنفيذها وتقييمها.
نأتي الآن إلى مرحلة التنفيذ، وفيها نختار أفضل الأفكار المنتقاة والمطوَّرة وننفِّذها، ويخاف الناس دائمًا من تلك المرحلة لقلة ثقتهم بأنفسهم واختياراتهم، ويمكن أن تنمِّي ثقتك بنفسك عبر العمل على مشاريع غير مؤثرة أو مهمة بالنسبة لأحد غيرك، وتتضح فيها النتائج بسرعة لكي تقيِّم نفسك، وسيعمل ذلك على بناء الثقة للمشاريع الكبيرة والمهمة.
انتقِ الفكرة ثم اكتبها في مسوَّدة، واستكشف نهاياتها وإمكانياتها، وقيِّم وانقد وراجِع باستمرار لإبراز العيوب والأخطاء والصعاب التي ستعانيها، وحافظ على الإثارة والحماس والمثابرة، وكن متجاوبًا مع أي قيود أو ظروف غير متوقَّعة.
الفكرة من كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
عندما نواجه مشكلة يتوجَّب علينا حلها، نسمع دائمًا عبارات من قبيل: “فكِّر خارج الصندوق”، “كن مبدعًا”، “اذهب حيث يخشى الناس أن يذهبوا”، وكلها تحاول تحفيز نزعة التفكير الإبداعي لدينا، وكأن الأفكار وحي يهبط من السماء دون مجهود، ألسنا نتخيَّل الأشخاص المبدعين في مجالاتهم والعباقرة لا يبذلون ما يكفي من الجهد مقارنةً بالآخرين؟
على عكس الشائع تمامًا، يتطلَّب الإبداع مجهودات كبيرة، وعلى الأشخاص المبدعين دفع الثمن، فالأفكار الإبداعية في نهاية سلم، نصعد عليه درجة درجة، فما تلك الدرجات التي تمثِّل مراحل عملية الإبداع؟ كيف نتحلَّى بالسمات اللازمة لكل مرحلة؟ هل تنتهي عملية الإبداع بمجرد الوصول إلى فكرة؟ وما الأخطاء التي يقع فيها غير المبدعين؟
مؤلف كتاب كيف تنمِّي قدرتك على التفكير الإبداعي
جيف بيتي: خبير بريطاني رائد في مجال التدريس، عمل مستشارًا في أكثر من 500 كلية ومدرسة، أمضى 28 عامًا في التدريس والتدريب، شارك في عدة مؤتمرات عالمية، ولذلك يتمتَّع بسمعة كبيرة، ومن أهم كتبه:
التدريس اليوم.
التدريس القائم على الأدلة.
معلومات عن المترجم:
سامي تيسير سلمان: تخرَّج في كلية الإدارة الصناعية، وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة يال البريطانية، وقدَّم العديد من الدورات والموضوعات والمقالات في مجالات الإدارة المختلفة، وله عدد من الكتب المترجمة، مثل:
كيف تنمِّي قدرتك على حل المشاكل.
كيف تنمِّي قدرتك على تحفيز الآخرين