هل الزواج اختيار أم قسمة ونصيب؟
هل الزواج اختيار أم قسمة ونصيب؟
كيف تجد المرأة رجلًا يمكنها معه إعادة أنماط التواصل غير الصحية التي تعلمتها في الطفولة؟ ولماذا تختاره من بين كل الرجال؟ لا تختار المرأة زوجًا يشبه الأب والأم تمامًا، بل تختار زوجًا يمكنها أن تشعر معه المشاعر نفسها وتتعرض للتحديات ذاتها التي عاشتها في طفولتها، فتحاكي طابع الطفولة المألوف لها، وتستخدم الأساليب نفسها التي أصبحت ماهرة في استخدامها، وهذا ما يصبح حُبًّا بالنسبة إليها، إذ إنها تشعر بالراحة والانسجام مع الشخص الذي يمكن ممارسة هذه الأساليب والشعور بالمشاعر المعروفة معه.
ما الهدف إذًا؟ كلما زاد ألم الطفولة زادت الرغبة في إعادة عيش الألم مرة أخرى في مرحلة البلوغ، وذلك للتغلب والسيطرة عليه، ومن ثم لا يكون هناك مكان للصدفة أو الحدث العارض في الزواج، فالشريك يتم اختياره وإن حدث ذلك بشكل غير واعٍ، ويحدث ذلك من خلال علامات يُظهِرها الرجل والمرأة، وما ينشط لديها أمران هما: التوافق التام بين أساليبها المألوفة وأساليبه، والرغبة في إعادة تجارِب الماضي والانتصار عليها.
إذا كان الأمر كذلك، فما الذي يمنعها من إنهاء العلاقة وترك الشريك؟ إنهاء العَلاقة يعني التنازل عن فرصة قَيِّمَة لإيجاد الراحة وتغيير المواقف التي ظُلِمَت فيها، وكلما زادت صعوبة إنهاء العَلاقة يعني أنها تتضمن كثيرًا من صراعات الطفولة، وعندما تحاول التوقف عن التواصل معه يغمرها الشعور بالفراغ وما يوجد خلفه من شعورها بالخوف من الوَحدة، ويملؤها الشعور بالألم.
عندما تقابل هذه المرأة رجلًا مهتمًّا ومسؤولًا، وتظهر فرصة تكوين عَلاقة صحية لا تهتم به ولا تنسجم معه، فوجودها برفقته قد يكون ممتعًا أو مريحًا أو مشجعًا إلا أنها عادة ما تتجاهله أو تتخذه صديقًا، لأن وجوده لا يبعث على زيادة ضربات القلب واضطراب المعدة التي تفسرها على أنها «حب»، فقد تعلمت تفضيل الألم، والشعور بالراحة والرضا في المواقف التي تبعث على الشعور بالاستياء.
الفكرة من كتاب عندما تحب النساء أكثر مما ينبغي.. أن تعيشي في انتظار أن يتغير
هل الوقوع في الحب يعني بالنسبة إليكِ المعاناة؟ وهل تتوقعين وجود عَلاقة بين إدمان الكحول والمخدِّرات، وإدمان العَلاقات؟
ربما تُفاجئين عندما تعرفين أن إدمان العلاقات أو الإفراط في الحب اضطراب مَرَضي يُشخَّص ويُعالَج، وأن المدمنين يتشابهون مع النساء اللاتي يُفرطن في الحب في مرحلة المرض والانسحاب والجهاد من أجل التعافي، كما أن تعافيهم يعد أمرًا جوهريًّا لحياتهم أو موتهم.
إذا تكررت عَلاقاتكِ الفاشلة أو كنتِ تشعرين بالعجز عن التصرف بخصوص عَلاقتك الآن وحتى كونكِ امرأة؛ فهذا الكتاب يد ممدودة إليكِ للنهوض والبَدء من جديد.
مؤلف كتاب عندما تحب النساء أكثر مما ينبغي.. أن تعيشي في انتظار أن يتغير
روبين نورود: طبيبة نفسية وكاتبة، وُلِدَت عام ١٩٥٤م، تعمل معالجة للمشكلات الزوجية والأسرية ولديها خبرة طويلة في مجال الإدمان، ويُعد البحث عن الأسباب التي تكمن خلف الصراع الداخلي الذي يؤدي إلى المعاناة أسلوبَها الأساسي في العمل، وقد عاشت كثيرًا مما كتبت عنه، وتعرضت للخيانة وخيبات الأمل حتى تمكنت من تحقيق السعادة في زواجها الرابع، وطُبِعَ من كتابها هذا ما يزيد على ثلاثة ملايين نسخة حول العالم بلغات مختلفة.
أعمال أخرى للمؤلفة:
Letters from Women Who Love Too Much.
Daily Meditations for Women Who Love Too Much.
معلومات عن المترجمة:
إِينَاس التُّركيّ: كاتبة ومترجمة مصرية، ألّفت وترجمت عديدًا من الأعمال المميزة، ومن أبرز أعمالها: المجموعة القصصية «من هنا تمر الأحلام» و«التالتة آه»، أما عن ترجماتها فمن أبرزها: «إقناع» و«خلف هذه الأبواب» و«مون تايجر» و«الحارس الأخير للقاهرة القديمة».