أساليب الكلام
أساليب الكلام
على الرغم من أن أغلبنا يُفكِّر في الكلام قبل أن يقوله، فإننا نادرًا ما نُفكِّر في طريقة الكلام التي سنتحدّث بِها، فكُلٌّ من: نبرة الصوت، وسُرعة الكلام، والاختيار بين الصراحة أو المُواربة، لها دور كبير في الكيفية التي سيتقبل بها المُتلقي الحديث، فلُغتك هي طريقة لنقل أفكارك، وقد تحمل أساليب الكلام في اللغة معنيين، يكون المعنى الأول مفهومًا، أما الآخر فقد يكون غير مُتوقع تمامًا.
ومن أساليب الكلام التي بإمكانك أن تكسب بها قلوب الناس، أن تستخدم كلمة “نحن حققنا” بدلًا من “أنا حققت” عِند سردك للإنجازات في وظيفتك، ولكن في هذه الحالة سيكون المعنى غير المُتوقَّع أن يَظن مَن أمامك أنك لا تمتلك أية إنجازات شخصية، كما عليك أن تتحلى بالتواضُع، وتأخُذ في عين الاعتبار أن طرائق الحديث تختلف باختلاف الثقافات، فعلى سبيل المثال إن اتخذنا عبارة “كيف حالك؟” التي يبدأ الأمريكيون حديثهم بها دومًا، سنجد أنهم حقيقةً لا يسألون عن حالك، بل ولا يحفلون بالرد، إنما هي طريقة لبدء الحديث فحسب، لا لطلب المعلومات كما توقعت.
أما إذا أردت أن تنتقد شخصًا، فسيكون من الأفضل أن تُعدد له في البداية نقاط قوته قبل أن تذكر له نقاط الضَّعف، وعادةً إذا سألنا مجموعة من الرجال والنساء عن أمرٍ ما، فسنجد النساء أكثر ميلًا إلى البَدء بالثناء قبل الإدلاء بالنقد، والاعتراض المباشِر من الطقوس الشائعة والسلوكيات الاعتيادية عند الرجال، في حين تعتبر النساء هذا التصرف شجارًا عنيفًا.
ومن أبرز أساليب الكلام أيضًا التي تعينك على إقناع مَن أمامك هي أن تسرد القصص لتهيئة مَن أمامك لما ينتظره مُستقبلًا، ويُعد هذا جزءًا أساسيًّا من دور القادة، أما أسوأ أساليب التعبير على الإطلاق فهو الصمت! هل تعتقد أن التزامك الصمت في ما تختلف مع غيرك فيه سيكون أفضل من الجهر به؟
أنت مُخطئ تمامًا، فَوَفقًا لبحثٍ قد أجراه عدد من الباحثين، تأكَّدَ أن الصمت لا يُسهِّل الأمور، بل يَزيد من الخلافات، والأفضل استبدال لحظات من التواصُل الفعال بلحظات الصمت القاسية، وهذا يتطلب المرونة والقُدرة على التعامُل مع وجهات النظر المُختلفة.
الفكرة من كتاب عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع
بيل جيتس، ريتشارد بْرَانْسُون، أوبْرا وِينْفْرِي.. لعلّك عرَفت الآن اسمًا واحدًا على الأقل من تلك الأسماء، فالعالم من حولنا يَضج بكثيرٍ من القادة والمشاهير وَرِجال الأعمال الذين يتمتعون بقدر كبير من الثقة عند التحدُّث إلى غيرهم، ويمتازون بقدرة كبيرة على الإقناع، في حين يفتقر معظمنا إلى هاتين الصفتين، بل ونخفق في تحديد أنسب الطرائق لكل حديث، فنتحدّث بطريقةٍ واحدة مع الجميع، مُتجاهلين تمامًا أن لكُل قول معنيين، وأن الكَلِمة سِلاح، لذلك ستتعلم بين طيات هذا الكِتاب آليات صُنع القرار كما لو كُنت أحد الشخصيات التي سبق وذكرناها آنِفًا، وستكتسب شيئًا فشيئًا الفن الضروري للإقناع!
مؤلف كتاب عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع
كلية هارفارد لإدارة الأعمال، وهي كُلية تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس بالولايات المُتحدة الأمريكية، وقد صدر هذا الكتاب ضمن سلسلة “الأفضل قراءة”.
ولهذه الكُلية إصدارات أُخرى، منها:
إدارة التفاعلات الصعبة.
إدارة الفرق.
اضبط وقتك.
كسب المفاوضات التي تصون العلاقات.
عن اتخاذ القرارات.
قيادة الفرق الافتراضية.
فن الكتابة التجارية.
التوظيف بمهارة لتحقيق ميزة تنافُسية.
معلومات عن المُترجِم:
مرْوان محمد سعد الدين: دَرَسَ في جامعة دِمشق عام (1995م)، وحصل منها على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها، وعمل بعد تخرُّجه في مجال الترجمة، ونقل إلى العربية عديدًا من المؤلفات في المجالات السياسية، والأدبية، والاقتصادية.