تشويه المفاهيم
تشويه المفاهيم
مع طفرة التقدُّم والتطوُّر الذي حدث في العالم بأكمله، ومع دخول التلفزيون والراديو إلى بيوتنا، بدأت بعض المفاهيم تتغيَّر، بل وتتشوَّه حتى كادت أن تؤثر بشكل كبير في معتقداتنا وأفكارنا تجاه كل شيء، فمنها مفهوم المرأة العصرية وهي من تهتم بمظهرها الخارجي ومفاتنها حتى تلفت نظر الرجال إليها، ودورها الأساسي هو الإلهاء والمتعة أكثر من كونها إنسانة وشريكة حياة تهتم بعقلها وثقافتها وحياتها.
وعلى الرغم من هذا التغير وتأثيره في كثير من الرجال، فإن الرجل الناضج هو من يدرك حقًّا أن كل علامات الجمال من شكل ووزن مثالي سيتغيَّر بمرور الزمن كطبيعة كل شيء، ولن يبقى في المرأة سوى روحها الطيبة وحنانها وتعاطفها، وتلك هي الصفات التي تبني البيوت وتعمرها وتحافظ عليها، ولم تكتفِ وسائل الإعلام بهذا، ولكنها ساعدت على ظهور التلوُّث الأخلاقي الذي يعدُّ من أخطر أنواع التلوث في هذا الزمان، فنجد من يكذب ومن يروِّج الإشاعات ومن يدعو للشهوات، حتى نشأت الأجيال وتربَّت على تلك الأمور، ومن ثم أصبح العصر الذي نعيش به عصرًا فاقدًا للأخلاق والحياء، أشبه بـ”عصر القرود”.
الفكرة من كتاب عصر القرود
هل خطر بعقلك من قبل أنه سيأتي زمن أسوأ من الذي تعيشه الآن؟! هل مع كم الحوادث والفتن اليومية شعرت أن الزمن أوشك على الانتهاء؟ الكثيرون يعتقدون أن الزمن الذي يعيشون به هو أكثر الأزمان فسادًا وانحطاطًا في الفكر والثقافة والأخلاق، ولكن الأزمان تتغيَّر والواقع يزداد سوءًا، وهذا الذي نجح الكاتب في نقله لنا؛ فقد صوَّر لنا الواقع الذي ما زلنا نعيش به من انحطاط في الأخلاق والفكر والثقافة، وركَّز على كل المشاكل الحقيقية التي يعانيها المجتمع.
مؤلف كتاب عصر القرود
مصطفى محمود: كاتب وأديب مصري، ولد عام 1921 في محافظة المنوفية بمصر، وكان يحب العلوم منذ صغره، فدرس الطب وتخصَّص في جراحة المخ والأعصاب، ثم توجَّه إلى مجال الكتابة في السنوات الأخيرة من دراسته، وعمل في مجلة “روز اليوسف” عقب تخرجه مباشرة، واحترف مجال الكتابة بعدها؛ فألَّف ما يقرب من 89 كتابًا تنوَّعت بين الكتب العلمية والفلسفية والدينية، وقدَّم برنامج “العلم والإيمان” الشهير، وفاز بجائزة الدولة التقديرية عام 1995، وتوفي عام 2009.
من أبرز أعماله:
“تأمُّلات في دنيا الله”.
“رحلتي من الشك إلى اليقين”.
“أينشتين والنسبية”.
“أيها السادة اخلعوا الأقنعة”.
“ألعاب السيرك السياسي”.
“حوار مع صديقي المُلحد”.