قيادة التحول المستدام ودروس لقادة الغد
قيادة التحول المستدام ودروس لقادة الغد
أصبح مفهوم التنمية المستدامة من المفاهيم المركزية في عالم الأعمال، فالبشر أصحاب وجود مشترك على هذا الكوكب ويملِكون المصير ذاته، وإذا لم يتغلبوا على المشكلات الاجتماعية ويحموا البيئة، فلن يجدي أي نمو اقتصادي في النهوض بالمجتمعات.
يأتي دور المتعهد الاجتماعي لمحاولة تغيير النظم التي يسير بها العالم، ووضع قواعد جديدة لتحقيق تنمية مستدامة حقيقية، فتعمل المؤسسات الاجتماعية على تحقيق التنمية عن طريق تغيير بعض الأسس الرئيسة للمجتمع، مثل: نظام التعليم، وسياسات الحكومات، والقواعد التي تحكم الأسواق التجارية، ويعتمد تحقيق التنمية المستدامة بشكل رئيس على ما يبنيه الآخرون فوق ما أرساه المتعهدون من أسس وقواعد، ويأتي الدور الأكبر على عاتق من سيكونون قادة الغد لتأدية هذه المَهمة.
أول شيء يمكنهم عمله هو الاستفادة من النصائح وتجارب المتعهدين السابقين عن طريق العمل على تطوير الحلول الابتكارية القابلة للنمو، فالحلول غير القابلة للنمو قد يكتب لها النجاح، لكنها لن تستطيع الاستمرار، وعن طريق الاستعداد للفشل، إذ يصعب عادةً إصابة الهدف من أول مرة خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمشاريع الاجتماعية، وعن طريق محاولة تجربة نماذج جديدة للبيزنس، فعلى الرغم من أهمية الابتكار في علم الإدارة فإنه يصعب على المؤسسات ابتكار نموذج جديد للعمل، خصوصًا عند وجود نظام قائم بالفعل لصعوبة التفكير في بديل للحالة الراهنة، وعند الخروج من هذا القالب ربما تتمكن المؤسسة من خلق نموذج جديد للعمل يمكّنها من تحقيق تنمية مستدامة.
ومن المهم أيضًا العمل على سد فجوات الرواتب داخل المؤسسة، فلا تُعطى للعاملين بالمكان رواتب ضئيلة لأن المشروع يسعى إلى تحقيق هدف اجتماعي، لأن ذلك يقلل من إمكانية عمل الكفاءات واستمرارها داخل المؤسسة.
الفكرة من كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
ربما يقتضي العقل محاولة التوافق مع العالم الذي نعيش فيه، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص يسعون إلى تغيير العالم حتى يوافق أحلامهم وطموحاتهم، وبينما يرى بعضُ الناس هؤلاء الأشخاص “حمقى”، يرى بعضهم الآخر أن تقدم هذا العالم مرهون بهؤلاء الحمقى، وهؤلاء الحمقى هم المتعهدون الاجتماعيون ممن يسعون إلى تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية لا تحظى بالاهتمام الكافي من الأسواق التجارية المعتادة أو الحكومات، يتضمن الكتاب تعريف المتعهد ونماذج العمل التي تتبعها المؤسسات الاجتماعية وطرائق التمويل التي يعتمدون عليها، وكيف يفكرون ويبنون الأسواق الجديدة للمستقبل، مع ذكر بعض التجارب الريادية التي نجحت في تغيير المجتمعات التي نشأت فيها.
مؤلف كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
جون إلكنتون: وُلِدَ في بريطانيا عام 1949م، درس في جامعة لندن ثم أسس منظمته الخاصة التي تعمل في مجال تقديم الاستشارات للشركات التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، له مؤلفات أخرى لكنها لم تُتَرجَم إلى العربية من أهمها كتاب:
The Chrysalis Economy.
باميلا هارتيغان: عملت على مدار ثمانية أعوام مديرة لمؤسسة شواب السويسرية للتعهدات الاجتماعية والبيئية، ثم عملت في ما بعد مديرة لمركز سكل للتعهدات الاجتماعية الذي تأسست المؤسسة القائمة على تمويله في جامعة أكسفورد البريطانية.
معلومات عن المترجم:
أسامة الغزولي: يعمل صحفيًّا ومترجمًا، وقد عمل بالترجمة لدى القوات المسلحة المصرية وعدة صحف مصرية وعربية بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية، ترجم عدة كتب أخرى منها كتاب السينما والأيديولوجية وشباك التذاكر.