نماذج من الريادة المجتمعية
نماذج من الريادة المجتمعية
تعتبر كلية الحفاة من النماذج الرائدة التي تعبر عما يمكن أن يُحدثه المتعهدون في المجتمعات من تغيير، كلية الحفاة مؤسسة هندية تأسست لتثبت للعالم إمكان تعلم أفراد المجتمع ما يريدون دون الحاجة إلى الالتزام بنظام تعلم نظامي أو الحصول على مؤهل ورقي، وتضمنت كلية الحفاة عدة تخصصات مثل المعمار وهندسة الطاقة الشمسية، كما تساعد المؤسسة الفقراء الأميين وشبه الأميين في المناطق الريفية على تعلم هذه التقنيات واستخدامها دون الاعتماد على الاستعانة بأشخاص من الخارج، ونجحت هذه التجربة في تخريج أطباء ومهندسين ومدرسين حفاة، وقد نجح المهندسون الحفاة ممن كان معظمهم نساءً أميات في إمداد آلاف المنازل بكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في ثماني ولايات هندية، وأهم ما يمكن الاستفادة منه من هذه التجربة أنه يمكن للقادة ذوي الرؤية والنشاط أن يطلقوا طاقات بشرية استثنائية من داخل أفراد المجتمع.
ننتقل إلى الحديث عن إحدى المبادرات الاجتماعية الأخرى، وهي مشروع “لاب توب” لكل طفل، تأسس هذا المشروع لتحقيق هدف وهو توفير “لاب توب” لأعداد كبيرة من الأشخاص حول العالم بسعر زهيد، 100 دولار للواحد، استعان مؤسسو هذه المبادرة بأكبر شركة تعمل في تصنيع الكمبيوتر الشخصي على مستوى العالم، واستطاعوا توفير منتج بسعر مقارب ويلبي الاحتياجات الرئيسة للمستخدم العادي، واستطاع هذا المنتج اقتحام أسواق الفقراء والأغنياء على السواء.
ونختم الحديث بمثال ثالث وهو مؤسسة “إير سيرف”، تأسست مؤسسة “إير سيرف” بمجموعة من الطيارين استجابةً لنداء الواجب من جراء ما يحدث في العالم من كوارث، وتمكنت هذه المؤسسة منذ تأسيسها من إطلاق أكثر من 150 ألف حملة إغاثة لصالح مئات من وكالات الغوث حول العالم، وتمكنت هذه الإطلاقات من نقل الأغذية والمساعدات الطبية إلى الدول المهمشة وفي أثناء الحروب.
الفكرة من كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
ربما يقتضي العقل محاولة التوافق مع العالم الذي نعيش فيه، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص يسعون إلى تغيير العالم حتى يوافق أحلامهم وطموحاتهم، وبينما يرى بعضُ الناس هؤلاء الأشخاص “حمقى”، يرى بعضهم الآخر أن تقدم هذا العالم مرهون بهؤلاء الحمقى، وهؤلاء الحمقى هم المتعهدون الاجتماعيون ممن يسعون إلى تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية لا تحظى بالاهتمام الكافي من الأسواق التجارية المعتادة أو الحكومات، يتضمن الكتاب تعريف المتعهد ونماذج العمل التي تتبعها المؤسسات الاجتماعية وطرائق التمويل التي يعتمدون عليها، وكيف يفكرون ويبنون الأسواق الجديدة للمستقبل، مع ذكر بعض التجارب الريادية التي نجحت في تغيير المجتمعات التي نشأت فيها.
مؤلف كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
جون إلكنتون: وُلِدَ في بريطانيا عام 1949م، درس في جامعة لندن ثم أسس منظمته الخاصة التي تعمل في مجال تقديم الاستشارات للشركات التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، له مؤلفات أخرى لكنها لم تُتَرجَم إلى العربية من أهمها كتاب:
The Chrysalis Economy.
باميلا هارتيغان: عملت على مدار ثمانية أعوام مديرة لمؤسسة شواب السويسرية للتعهدات الاجتماعية والبيئية، ثم عملت في ما بعد مديرة لمركز سكل للتعهدات الاجتماعية الذي تأسست المؤسسة القائمة على تمويله في جامعة أكسفورد البريطانية.
معلومات عن المترجم:
أسامة الغزولي: يعمل صحفيًّا ومترجمًا، وقد عمل بالترجمة لدى القوات المسلحة المصرية وعدة صحف مصرية وعربية بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية، ترجم عدة كتب أخرى منها كتاب السينما والأيديولوجية وشباك التذاكر.