المتعهد وخلق الأسواق الجديدة
المتعهد وخلق الأسواق الجديدة
يتميز المتعهدون بالقدرة على رؤية الفرص التي تنشأ عن التحديات، بالإضافة إلى قدرتهم القيادية التي تمكنهم من وضع أسس لأسواق جديدة عن طريق تجاوز المنطق التجاري المعتاد، والتحديات هي المحرك الرئيس للمتعهدين، فزيادة عدد السكان وقلة الموارد وتلوث البيئة وتفاوت توزيع الدخل والمجاعات، كل هذه التحديات دفعت المتعهدين إلى إنشاء مؤسسات تعمل على معالجة هذه التحديات، ويكون ذلك بالسعي وراء الموارد المتجددة للتغلب على قلة الموارد وإنشاء بنوك الغذاء للحد من حدوث المجاعات وبناء مشروعات ناجحة والعمل على تنميتها للحد من البطالة، والعمل على تطوير المؤسسات التعليمية لنشر الوعي، ووضع أساس رئيس لحل جميع مشكلات المجتمع الأخرى.
فمواجهة التحديات تتطلب خلق أسواق جديدة تعمل على تلبية الاحتياجات التي لم تستطع الأسواق التقليدية تلبيتها، وتسلك المؤسسات الاجتماعية عدة سبل لخلق أسواق جديدة، ومن هذه السبل العمل على تسهيل وصول الموارد إلى الفئات المهمشة في المجتمع، فعلى سبيل المثال، بينما تعمل الشركات الدوائية التجارية لابتكار أدوية لمعالجة المشكلات الصحية التي توجد في المدن الكبرى، ولا تهتم بابتكار أدوية لمعالجة الأمراض المنتشرة في المناطق الريفية أو الدول النامية لعدم إمكانية تحقيق الربح عند العمل في هذه الأسواق،
تعمل المؤسسات الاجتماعية من البداية على التركيز على جهود الأبحاث لابتكار أدوية للأمراض المنتشرة في هذه الأسواق، ولأن إمكانية الوصول لا تكفي بمفردها إذا لم يمتلِك الأشخاص القدرة على الشراء، تعمل بعض المؤسسات الاجتماعية على خلق أسواق جديدة باستخدام نماذج تعمل على توفير منتج بسعر زهيد للفئات الأضعف اقتصاديًّا، مثل: بيع المنتجات بسعر أعلى للميسورين ماديًّا وسعر زهيد للفقراء، أو العمل على كثرة الإنتاج لتقليل التكلفة، أو تقليل الكماليات التي توجد في عديد من منتجات الأسواق التقليدية.
الفكرة من كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
ربما يقتضي العقل محاولة التوافق مع العالم الذي نعيش فيه، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص يسعون إلى تغيير العالم حتى يوافق أحلامهم وطموحاتهم، وبينما يرى بعضُ الناس هؤلاء الأشخاص “حمقى”، يرى بعضهم الآخر أن تقدم هذا العالم مرهون بهؤلاء الحمقى، وهؤلاء الحمقى هم المتعهدون الاجتماعيون ممن يسعون إلى تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية لا تحظى بالاهتمام الكافي من الأسواق التجارية المعتادة أو الحكومات، يتضمن الكتاب تعريف المتعهد ونماذج العمل التي تتبعها المؤسسات الاجتماعية وطرائق التمويل التي يعتمدون عليها، وكيف يفكرون ويبنون الأسواق الجديدة للمستقبل، مع ذكر بعض التجارب الريادية التي نجحت في تغيير المجتمعات التي نشأت فيها.
مؤلف كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
جون إلكنتون: وُلِدَ في بريطانيا عام 1949م، درس في جامعة لندن ثم أسس منظمته الخاصة التي تعمل في مجال تقديم الاستشارات للشركات التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، له مؤلفات أخرى لكنها لم تُتَرجَم إلى العربية من أهمها كتاب:
The Chrysalis Economy.
باميلا هارتيغان: عملت على مدار ثمانية أعوام مديرة لمؤسسة شواب السويسرية للتعهدات الاجتماعية والبيئية، ثم عملت في ما بعد مديرة لمركز سكل للتعهدات الاجتماعية الذي تأسست المؤسسة القائمة على تمويله في جامعة أكسفورد البريطانية.
معلومات عن المترجم:
أسامة الغزولي: يعمل صحفيًّا ومترجمًا، وقد عمل بالترجمة لدى القوات المسلحة المصرية وعدة صحف مصرية وعربية بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية، ترجم عدة كتب أخرى منها كتاب السينما والأيديولوجية وشباك التذاكر.