من المتعهد؟
من المتعهد؟
يشترك المتعهدون مع أصحاب المشاريع في كونهم مبتكرين عمليين يسعون إلى انتهاز الفرص، لكنهم يختلفون معهم بشكل رئيس في الدافع المحرك لبناء المشروع، فبينما يميل المتعهد إلى التركيز على إضافة قيمة اجتماعية، يميل صاحب المشروع إلى إبرام الصفقات وتحقيق الربح، ويعمل المتعهد في جميع أنواع النشاطات بدءًا من النشاط الخيري الخالص إلى النشاط التجاري الخالص، ولكن بسبب عدم نضج الأسواق التي يقصدها المتعهد، يميل في البداية إلى التركيز على النشاط غير الربحي أو الخيري، وتقع كثير من المؤسسات الاجتماعية في حيز النماذج المهجّنة التي تحاول الموازنة بين تقديم القيمة الاجتماعية وتوفير مصدر دخل مالي للمؤسسة، ويركز المتعهد على خلق القيمة الاجتماعية عن طريق وضع حلول ابتكارية لكنها في الوقت نفسه عملية للمشكلات والتحديات الاجتماعية، ويملك هؤلاء المتعهدون كثيرًا مما يمكن أن يتعلمه صناع التغيير في القطاعات الأخرى
والمتعهد لا ينتظر بلوغ النجاح حتى يعلن التزامه بحل مشكلات المجتمع، لكنه ينخرط في العمل لصالح هذه المجتمعات من البداية، ويدرك المتعهد أن أفضل طرائق التنبؤ بالمستقبل تكون بخلقه، وأن أفضل طرائق جذب التمويل والموارد تكون بخلق رؤية حول الكيفية التي يمكن من خلالها للمؤسسة الاجتماعية مواجهة التحديات والعمل على إثبات فاعلية هذه الرؤية، ولا ينغلق المتعهد على تخصص واحد لأنه يدرك أن شرارة الابتكار الاجتماعي تقتضي غالبًا المزج بين بيئات وتخصصات متعددة، ويسعى المتعهد إلى محاولة الوصول إلى تحقيق استدامة للحلول التي يطرحها، وعلى الرغم من المواهب المتعددة للمتعهدين التي لا يملكها كل أحد، يرفض هؤلاء أن يُعدّوا أبطالًا ويُقِرُّون بأن التحديات التي يعيشون فيها تفوق احتمال أي صاحب مشروع بمفرده.
الفكرة من كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
ربما يقتضي العقل محاولة التوافق مع العالم الذي نعيش فيه، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص يسعون إلى تغيير العالم حتى يوافق أحلامهم وطموحاتهم، وبينما يرى بعضُ الناس هؤلاء الأشخاص “حمقى”، يرى بعضهم الآخر أن تقدم هذا العالم مرهون بهؤلاء الحمقى، وهؤلاء الحمقى هم المتعهدون الاجتماعيون ممن يسعون إلى تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية لا تحظى بالاهتمام الكافي من الأسواق التجارية المعتادة أو الحكومات، يتضمن الكتاب تعريف المتعهد ونماذج العمل التي تتبعها المؤسسات الاجتماعية وطرائق التمويل التي يعتمدون عليها، وكيف يفكرون ويبنون الأسواق الجديدة للمستقبل، مع ذكر بعض التجارب الريادية التي نجحت في تغيير المجتمعات التي نشأت فيها.
مؤلف كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
جون إلكنتون: وُلِدَ في بريطانيا عام 1949م، درس في جامعة لندن ثم أسس منظمته الخاصة التي تعمل في مجال تقديم الاستشارات للشركات التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، له مؤلفات أخرى لكنها لم تُتَرجَم إلى العربية من أهمها كتاب:
The Chrysalis Economy.
باميلا هارتيغان: عملت على مدار ثمانية أعوام مديرة لمؤسسة شواب السويسرية للتعهدات الاجتماعية والبيئية، ثم عملت في ما بعد مديرة لمركز سكل للتعهدات الاجتماعية الذي تأسست المؤسسة القائمة على تمويله في جامعة أكسفورد البريطانية.
معلومات عن المترجم:
أسامة الغزولي: يعمل صحفيًّا ومترجمًا، وقد عمل بالترجمة لدى القوات المسلحة المصرية وعدة صحف مصرية وعربية بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية، ترجم عدة كتب أخرى منها كتاب السينما والأيديولوجية وشباك التذاكر.