العوامل التي تؤثِّر في كسب الطفل للغة
العوامل التي تؤثِّر في كسب الطفل للغة
هناك عدة عوامل تؤثِّر في درجة اكتساب الطفل للغة، أول هذه العوامل هو وضوح الإحساسات السمعية لدى الطفل وقدرته على التمييز، حيث يولد الطفل ليس لديه قدرة على السمع حتى يومه الخامس، ثم تظلُّ الأصوات مبهمة بالنسبة له مع القدرة على السماع حتى يبلغ السنة الثانية فتبدأ قدرته على الإحساس بالأصوات وتمييزها في الارتقاء.
أمَّا عن ثاني هذه العوامل فهي قوة الحفظ والذاكرة لدى الطفل، وتبدأ أيضًا في الارتقاء في السنة الثانية من عمر الطفل.
وأمَّا العامل الثالث فهو قدرة الطفل على فهم معاني الكلمات، فمن يولد به جنون مثلًا عادة ما ينشأ لا يقدر على الحديث، وسبب ذلك هو عدم وجود ملكة الفهم أثناء فترة اكتساب اللغة.
أمَّا آخر هذه العوامل فهو مدى نشاط الطفل الحيوي لاكتساب اللغة، فإذا غلب على الطفل في سنواته الأولى طابع الخمول والكسل لأي سبب، قد تضعف همَّته في تعلم اللغة ويتأخَّر عن أقرانه.
واختلف العلماء في مدى تأثر عملية اكتساب اللغة بحاسة النظر، فمن مؤيِّد يرى أن للنظر أثرًا قويًّا، ويستدلُّ على ذلك ببعض الأدلة ككون الطفل يميل إلى ملاحظة شفتي المتكلم أثناء الحديث، وأن أولى الكلمات التي ينطقها الطفل هي التي تكثر فيها مخارج الحروف من الشفتين.
وهناك من يرى خلاف ذلك، حيث يرى أن معظم الأصوات تعتمد على حركات ومخارج للحروف غير مرئية للمستمع، كما أن الطفل قد يكثر التحديق إلى شفتي المتكلم لمعرفة مصدر الصوت أو لإرادة التحديق ليس أكثر كما يفعل مع كثير من الأشياء.
الفكرة من كتاب نشأة اللغة عند الإنسان والطفل
إن اللغة هي أهم ما يميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات، بها يتعلَّم وبها ينشأ التواصل بينه وبين غيره من البشر.
واللغة لا تقتصر على كونها مجرد أصوات أو كلمات يتحدث بها الإنسان، بل تحمل في داخلها دلالات ومعاني، وهذه المعاني هي الخاصية التي تميِّزها عن غيرها من الأصوات.
فكيف نشأت هذه اللغة؟ وما المراحل التي مرَّت بها؟ وهل يرجع أصل اللغات إلى لغة واحدة، أم أن هناك عدة فصائل ترجع إليها جميع اللغات؟
ولمَّا كان الطفل هو الصورة الأولية التي ينشأ عليها الإنسان، كانت دراسة ما يمر به من مراحل ليستطيع التحدث بلغة مكتملة الأركان، مثالًا عمليًّا وتطبيقيًّا حول كيفية نشأة اللغة لدى الإنسان والمراحل التي مرَّت بها هذه اللغة.
في الجزء الأول من كتابنا يتحدث الكاتب عن نشأة اللغة عند الإنسان، وفي الجزء الثاني يتحدَّث فيه عن نشأة اللغة لدى الطفل.
مؤلف كتاب نشأة اللغة عند الإنسان والطفل
علي عبد الواحد وافي: من روَّاد علم الاجتماع في العالم العربي، تخرَّج في كلية دار العلوم، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة وعلم الاجتماع في باريس.
قام بالتدريس في العديد من الجامعات وتقلَّد العديد من المناصب، بذل جهدًا كبيرًا في تحقيق مقدمة ابن خلدون، وأثنى على جودة تحقيقه الكثير.
من مؤلفاته: “علم اللغة”، و”فقه اللغة”، و”لسان العرب: اللغة والمجتمع”.