فصائل اللغة
فصائل اللغة
ينشأ الإنسان فيجد من حوله الكثير من اللغات في هذا العالم، فهل لهذه اللغات أصولٌ مشتركة أو لغة أصلية تشعَّبت منها جميع هذه اللغات؟
يرى بعض علماء اللغة أن هناك ثلاث فصائل رئيسة لغوية تشعَّبت منها اللغات؛ أولى هذه الفصائل هي الفصيلة الهندية-الأوربية، وهي أكثر الفصائل انتشارًا وتحدُّثًا بها عبر العالم، حيث تحتلُّ الجزء الأعظم من الكرة الأرضية، ويتفرَّع من هذه الفصيلة عدة لغات، مثل اللغة الفارسية وهي لغة إيران وبلاد القوقاز، واللغة الإغريقية وهي لغة اليونان القديمة، واللغة الإسبانية، واللغة الإيطالية، واللغة الجرمانية بأنواعها، واللغة البلطقية- السلافية، وهي لغة روسيا وما حولها من البلاد.
أمَّا ثانية هذه الفصائل فهي الفصيلة السامية-الحامية في اللغات السامية مثل اللغة الأشورية البابلية القديمة، واللغة العبرية، واللغة العربية، أمَّا اللغات الحامية فتشمل اللغة المصرية القديمة والقبطية، واللغات الليبية أو البربرية.
أمَّا عن ثالثة هذه الفصائل فهي الفصيلة الطورانية، وهي اسم تصنَّف تحته اللغات المتبقية التي لا تقع تحت أيٍّ من الفصيلتين السابقتين، مثل اللغة التركية واللغة الصينية.
وتعتمد هذه التفرقة بين فصائل اللغات بعضها وبعض على القواعد، لأن المفردات قد تتشابه في أكثر من لغة لكثرة الاقتباس من اللغات الأخرى، فاللغة التركية مثلًا بها الكثير من الكلمات التي اقتُبِست من اللغة العربية واللغة الفارسية.
وهناك من يرى وجود تشابه بين الفصائل اللغوية المختلفة، حيث يوجد اتفاق بينهم في أصول بعض الكلمات رغم اختلاف القواعد، مما يدلُّ لديهم على تشعُّب أحدهما من الآخر مع احتفاظ أصول الكلمات بما هي عليه وتغيُّر القواعد، وهذا الرأي غير مسلَّم به عند علماء اللغة.
الفكرة من كتاب نشأة اللغة عند الإنسان والطفل
إن اللغة هي أهم ما يميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات، بها يتعلَّم وبها ينشأ التواصل بينه وبين غيره من البشر.
واللغة لا تقتصر على كونها مجرد أصوات أو كلمات يتحدث بها الإنسان، بل تحمل في داخلها دلالات ومعاني، وهذه المعاني هي الخاصية التي تميِّزها عن غيرها من الأصوات.
فكيف نشأت هذه اللغة؟ وما المراحل التي مرَّت بها؟ وهل يرجع أصل اللغات إلى لغة واحدة، أم أن هناك عدة فصائل ترجع إليها جميع اللغات؟
ولمَّا كان الطفل هو الصورة الأولية التي ينشأ عليها الإنسان، كانت دراسة ما يمر به من مراحل ليستطيع التحدث بلغة مكتملة الأركان، مثالًا عمليًّا وتطبيقيًّا حول كيفية نشأة اللغة لدى الإنسان والمراحل التي مرَّت بها هذه اللغة.
في الجزء الأول من كتابنا يتحدث الكاتب عن نشأة اللغة عند الإنسان، وفي الجزء الثاني يتحدَّث فيه عن نشأة اللغة لدى الطفل.
مؤلف كتاب نشأة اللغة عند الإنسان والطفل
علي عبد الواحد وافي: من روَّاد علم الاجتماع في العالم العربي، تخرَّج في كلية دار العلوم، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة وعلم الاجتماع في باريس.
قام بالتدريس في العديد من الجامعات وتقلَّد العديد من المناصب، بذل جهدًا كبيرًا في تحقيق مقدمة ابن خلدون، وأثنى على جودة تحقيقه الكثير.
من مؤلفاته: “علم اللغة”، و”فقه اللغة”، و”لسان العرب: اللغة والمجتمع”.