حصول المرض
حصول المرض
إن عدد النساء المصابات باضطراب الوسواس القهري أكثر بكثير من عدد إصابات الرجال، ربما لأن الرجل يتعامل مع العالم الخارجي ويحتكُّ بالبيئة بصورة أكبر، وهذا من عوامل تخفيف المرض والقضاء عليه، أما النساء فهن غالبًا في المنزل منعزلات على أنفسهن، وهذا مما يفاقم المرض.
ومن العجيب أن هناك مرضى قد أصيبوا بالوسوسة نتيجة لضعف إيمانهم واستخفافهم بالشعائر، وعلى النقيض تمامًا نجد أن هناك مرضى أصيبوا به بسبب حبهم وتعلُّقهم المفرط بالدين، مع امتزاج هذا الحب بالجهل والخوف الزائد والوهم.
إن المريض غالبًا ما يكون على دراية بمرضه لأنه يرى نفسه غير متوازن مثل الناس الطبيعية، كما أنه يعلم أنَّ تخيلاته واهية لا أساس لها ولا طائل من تصرُّفاتهم المكرَّرة.
ومع ذلك فهو يتألم لسماع الانتقادات حتى رغم معرفته بصحَّتها، لذا فإنه يتجنَّب الانخراط في المجتمع، وعادةً ما يستسلم لطلب النجدة حتى يتخلَّص من هذا الداء الذي ينغص عليه كل حياته.
إن مريض الوسواس في صراع نفسي حاد، والبعض يقول إن الشعور بالذنب هو أساس نشأة هذا المرض؛ حيث إن المصاب يعتقد أنه بهذه الطريقة غير الواعية سوف يكفِّر عن تصرُّفات معيَّنة، لأنه يرى نفسه آثمًا ويريد معاقبة ذاته.
وأحد الجذور التي من المهم الإشارة إليها هي أن الوسواس من الممكن أن يكون وراثيًّا، فنحو 40% من المصابين قد ورثوا هذا من أبويهم، وبالتأكيد هذا ليس سببًا في أن ننسى أهمية عوامل التربية والنظام الصحي للبيئة، لأنهما مؤثِّران بشكل كبير، حيث إن الأسلوب الجاف الصارم المقنَّن المليء بالتعنيف والتأنيب من الممكن أن يضر الطفل، ومن الممكن أيضًا أن تكون هناك عوامل ذاتية لحصول الوسواس، مثل عامل حب الذات المفرط، والغفلة عن ذكر الله، وشدَّة النشاط الذهني والخجل الزائد، وانعدام الشعور بالأمان.
الفكرة من كتاب الوسواس والهواجس النفسية
الوسواس القهري، اضطراب واسع الانتشار، وكثيرًا ما نسمع بِه، ولكن هل ندرك أبعاده الحقيقية بالفعل؟ هذا ما سيوضِّحه لنا الكاتب الدكتور علي القائمي في كتابه، حيث سيشرح لنا هذا الاضطراب بشيء من التفصيل.
مؤلف كتاب الوسواس والهواجس النفسية
علي القائمي: كاتب مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التريبة”، و”التربية وأثرها، في صنع الجيل المقاوم“، و”كيف نوجِّه شبابنا نحو الصلاة“، و”تربية الطفل، دينيًّا وأخلاقيًّا”.