سلوكيات المريض
سلوكيات المريض
من الضروري إقامة دراسة شاملة لسلوكيات وتصرُّفات المريض وحالته النفسية، فمن الناحية الجسدية سنجده مهتمًّا اهتمامًا مفرطًا وبالغًا بجسمه، ومن الناحية النفسية سنجد أن مرضى الوسواس مصابون بالكآبة والصمت والعزلة، ومن ناحية الإرادة فغالبًا ما تكون إرادتهم مسلوبة! وطمأنينتهم معدومة، وهذا لأنهم طوال الوقت في شكوك ولا يشعرون بالأمان.
إن مرضى الوسواس القهري مضطربون في مشاعرهم، حيث إنهم يشعرون بالذنب وعدم الكفاءة أغلب الوقت، وهذا مما يجعلهم عاجزين عن القيام ببعض الأعمال.
أمَّا من الناحية الاجتماعية فالمصاب بالوسواس يكون دقيقًا جدًّا عند كلامه، ويهتمُّ بأن يوضح كل شيء، ويميل نحو الدقة والنظام وأحيانًا قد يسيطر عليه البخل والأنانية والتمرُّد، وهو لا يقوم بأي شيء من غير أن يمهِّد له الشكل المناسب.
إن مريض الوسواس متوتِّر عصبيًّا وهو يعاني من الخوف المتجذِّر في نفسه، لذا يكون مضطرًّا إلى القيام بشيء ما حتى يصرف عنه هذا التوتر والقلق الداخلي، حتى لو كان فعل هذا الشيء يتعارض مع شخصيته ودون اختيار منه.
ويلاحظ في تصرُّفات مرضى السواس العناد والقلق الشديد، لذا نجده يبحث عن الطمأنينة والسكينة، ومن الممكن أن نراه كشخص صبور ومتحمِّل في ظاهره كونه في العموم شخصًا دقيقًا ومنجزًا، ولكن هذا التحمُّل يُعدُّ تحمُّلًا مرضيًّا يصيبه بالعذاب والألم.
وقبل الإصابة بالوسوسة سوف نجد أن من أهم خصائص هؤلاء الأشخاص الذين يصابون به: الاهتمام المفرط بالنظام والنظافة الفائقة، والدقة والحساسية، وربما نلاحظ على المصاب التشدُّد وعدم التسامح والحرص على أداء الأعمال بسرعة ونظام، وحديَّة المزاج، والتركيز على المنغِّصات والعيوب، فمريض الوسواس يسعى دائمًا أن يكون مسيطرًا على نفسه وعلى محيطه، ولهذا فهو كثيرًا ما تنتابه نوبات غضب تجاه الآخرين.
الفكرة من كتاب الوسواس والهواجس النفسية
الوسواس القهري، اضطراب واسع الانتشار، وكثيرًا ما نسمع بِه، ولكن هل ندرك أبعاده الحقيقية بالفعل؟ هذا ما سيوضِّحه لنا الكاتب الدكتور علي القائمي في كتابه، حيث سيشرح لنا هذا الاضطراب بشيء من التفصيل.
مؤلف كتاب الوسواس والهواجس النفسية
علي القائمي: كاتب مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التريبة”، و”التربية وأثرها، في صنع الجيل المقاوم“، و”كيف نوجِّه شبابنا نحو الصلاة“، و”تربية الطفل، دينيًّا وأخلاقيًّا”.