الوسواس وأعراضه
الوسواس وأعراضه
يعدُّ مرض الوسواس القهري اختلالًا عصابيًّا شائعًا بين الناس، في مختلف المجتمعات، ويُفسَّر مصطلح الوسواس عند علماء اللغة بأنه حديث النفس والكلام الذي يدور في باطن الإنسان، وهو عبارة عن قوَّة وهمية تستطيع أمر الإنسان ونهيه وتدفعه إلى ارتكاب شيء معيَّن أو اجتناب فعل ما بطريقة إجبار قهريَّة.
أما علماء علم النفس فيعبرون عن مصطلح الوسواس القهري بأنه جملة من الاختلالات العصبية الشديدة والحادة التي تسلب المصاب توازنه النفسي والسلوكي، ويعد عائقًا للانسجام بينه وبين مجتمعه، فمريض الوسواس مهتاج داخليًّا؛ وهذا يظهر بشكل واضح على نمط سلوكه غير المألوف لمن حوله، ولكن هناك فرقًا بين الوسواس والخوف، فالخوف يكون من شيء محدَّد بعينه، أمَّا الوسواس فيكون حول أشياء متعدِّدة، والخوف يحدث بسبب حصول شيء مخيف، أما الوسواس فيحصل دون حدوث هذا الشيء، فإذا اعتبرنا أن الوسواس نوع من أنواع الخوف سيكون خوفًا غير منطقي وليس له مبرِّر ولا أساس له.
ومن أول أعراضه هو الخوف والشك والقلق الدائم، ويظهر الوسواس بطرق مختلفة، فنلاحظ على المريض صفة الاجتناب كالشخص الذي يتجَّنب دخول الخلاء مثلًا خوفًا من النجاسة! وسنلاحظ على مثل هؤلاء تكرار غسل اليدين بطريقة مرهقة ومبالغ بها، كما سنلاحظ على المريض أيضًا تكرار التصرُّفات العبثية والمداومة عليها والتذبذب في كل الأمور، ولأن مرضى الوسواس يعتريهم الشك في كل شيء، سوف نجد كثيرًا منهم يشكون في عباداتهم باستمرار.
إن مريض الوسواس لديه دقة مفرطة ونظام صارم جدًّا، فهو يريد كل شيء مرتَّب ومصفوف بطريقة منظَّمة لدرجة بالغة، حيث إن هناك أعراضًا أخرى غريبة للوسوسة تكمن في تعديل وتنظيم ياقة القميص باستمرار، والتأمل في طوابق البناء للتأكُّد من أنها مصفوفة بشكل معيَّن، ومراقبة شيء معين بطريقة مفرطة.
الفكرة من كتاب الوسواس والهواجس النفسية
الوسواس القهري، اضطراب واسع الانتشار، وكثيرًا ما نسمع بِه، ولكن هل ندرك أبعاده الحقيقية بالفعل؟ هذا ما سيوضِّحه لنا الكاتب الدكتور علي القائمي في كتابه، حيث سيشرح لنا هذا الاضطراب بشيء من التفصيل.
مؤلف كتاب الوسواس والهواجس النفسية
علي القائمي: كاتب مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التريبة”، و”التربية وأثرها، في صنع الجيل المقاوم“، و”كيف نوجِّه شبابنا نحو الصلاة“، و”تربية الطفل، دينيًّا وأخلاقيًّا”.