الحب والزواج
الحب والزواج
يدعوك الحب إلى أن تتزوج، فالحب يعني رغبتك في أن تعيش مع من تحب باقي عمرك، ولا يمكن لحب لم ينتهِ بزواج أن يستمر، في حين يُقصد الزواج لذاته حتى وإن لم يكن الحب هو الداعي إليه، وهنا تبدأ في البحث عن شريك مناسب وفقًا لمواصفات ومعايير محددة، وهذه المعايير تختلف من شخص إلى آخر، والسبب في هذا الاختلاف أن كل إنسان في حياته المبكرة يتعرَّض لمؤثرات ترتبط معه بمشاعر إيجابية أو سلبية، فينشأ ما يسمى بالارتباط الشرطي، وعندما يتكرر المؤثر فإنه يستدعي نفس الشعور الذي ارتبط به منذ الصغر بشكل غير واعٍ.
وقد يكون الداعي للزواج أكثر عمقًا عندما تتجلَّى الصفات التي تستحسنها في مواقف وأفعال الطرف الآخر، فتطمئن وتشعر بالألفة والثقة وتسلم أن هذا الشخص يمكنك أن تأمنه على نفسك وحياتك، وكلما تأكد هذا الشعور بالاطمئنان يضعف ميزان أي عيب آخر في نظرك، وهو ما قد يجعلك عنيدًا شديد الإصرار والتمسك بهذا الحب.
والحب أقرب إلى الرومانسية، لكن الزواج أقرب إلى الواقعية، فالرومانسية حالة من الرضا التام وتبسيط الأمور، وزاخرة بمشاعر الود والبهجة والاطمئنان والشغف، بينما الواقعية أن تدرك الجانب المعقد من الحياة وتقبلها بحلوها ومرها وتتهيأ لها بالصبر والقوة، ولأن الزواج مسؤولية تأخذ الواقعية فيه المساحة الأكبر، ورغم ذلك فلا ينبغي أن يخلو من الرومانسية بأي حال، إذ إن الرومانسية والواقعية لا يتضادان، وإنما تكمل كلٌّ منهما الأخرى، ولا تحلو الحياة ولا تستقيم بإحدى الصفتين دون الأخرى.
الفكرة من كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
الحب فطرة وغريزة إنسانية والزواج من الاحتياجات النفسية الأولية للإنسان، فلا يتعلم كيف يحب، ولكنه يجد نفسه واقعًا في الحب وراغبًا في الزواج، فوجود رجل وامرأة يعيشان معًا هو النسق الطبيعي الذي تستقيم به الحياة، فيأنس كلاهما للآخر، وتتشابك حياتهما وتؤصل العشرة لحياتهما معًا، وتتطوَّر صورة الحب بين الأزواج عن الصورة النمطية للحب حتى تتعالى عليها، فلا يحتاجان إلى التصريح بما هو بدهي بينهما، وترى الحب حينها أكثر تجليًا في اللحظات التي تهدِّد حياتهما معًا على صورة خوف وحرص ورعاية.
بين صفحات هذا الكتاب يقوم المؤلف بمحاولة للوقوف على ما يجعل الزيجات صحية، ويوضح الفرق بين الحب والزواج، ويسرد صفات شريك الحياة الجيد، والحل عند الانفصال والرغبة في بداية جديدة.
مؤلف كتاب حب بلا زواج وزواج بلا حب
عادل صادق: طبيب نفسي وكاتب، شغل العديد من المناصب منها الأمانة العامة لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ولد في 9 أكتوبر 1943 وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وألف أكثر من 30 كتابًا بالعربية والإنجليزية منها:
مباريات سيكولوجية.
كيف تصبح عظيمًا.
متاعب الزواج.
أسرار البيوت في العيادة النفسية.