بداية الافتتان بالذاكرة
بداية الافتتان بالذاكرة
بدأت رحلة جوشوا فوير مع الذاكرة أثناء بحثه عن أذكى البشر، فخرجت له نتائج عن لاعبي شطرنج ونوابغ في الرياضة، لكن المُرشَّح الذي لفت نظره كان شخصًا يُدعى بن بريدمور، وهو بطل العالم في الذاكرة، وقد قرأ جوشوا مقولة له تفيد بأن أي شخص يستطيع تحقيق ما حقَّقه إن فهم الطريقة التي تعمل بها الذاكرة، وهكذا ذهب جوشوا لحضور منافسات بطولة الولايات المتحدة الأمريكية للذاكرة عام 2005.
تحدَّث جوشوا هناك مع شخص يُدعى “إيد كوك” يستعد لبطولة العالم، وأكَّد ما قاله بن قائلًا إن ذاكرته متوسطة كالجميع هنا، وأن الأمر يتوقَّف على كيفية استخدام الذاكرة، حيثُ اعتُبِرت الذاكرة المُدرَّبة أساس أي عمل عقلي قديمًا، لكن بعد نشأة الكتب استعان الناس بالصفحات المطبوعة كبديلٍ عن الذاكرة، ولم تستعِد تقنيات الذاكرة دورها إلا بهذه المسابقة التي أسَّسها توني بوزان.
عمل بوزان على إدخال هذه التقنيات داخل المدارس لأنهم يُلقون معلوماتٍ هائلة في عقول الطلاب دون تعليمهم كيفية تذكُّرها، وأن الذاكرة بحاجة إلى تمرين عقلي لتقويتها وجعلها قادرة أكثر على أداء وظائفها.
أثناء مراقبته للمنافسة تساءل جوشوا عن ماهية الذاكرة وكيفية تخزينها للمعلومات، ثم عاد من البطولة وبدأ في إخراج كتب ودراسات علمية تتناول الذاكرة، وهكذا بدأت رحلته.
الفكرة من كتاب رقصة القمر مع آينشتاين: فن وعلم تذكُّر كل شيء
يسرد هذا الكتاب رحلة شخصية للصحفي جوشوا فوير، وقد بدأت بفضول حول أبطال الذاكرة، وانتهت بفوزه ببطولة الولايات المتحدة الأمريكية للذاكرة عام 2006؛ هذه ليست حكاية لبطل خارق أو عبقري مكبوت، وإنما حكاية شخص عادي ذي ذاكرة متوسطة، تمرَّن وقرأ وبحث لمدة عام واحد حتى حقَّق ما حقَّقه، وهو يدعونا للتعلُّم من رحلته وفك شيفرات ذاكرتنا.
مؤلف كتاب رقصة القمر مع آينشتاين: فن وعلم تذكُّر كل شيء
جوشوا فوير : صحفي وكاتب مستقل أمريكي، ولديه اهتمام كبير بالعلوم، وفاز ببطولة ذاكرة الولايات المتحدة لعام 2006.
من أعماله: Atlas Obscura: An Explorer’s Guide to the World’s Hidden Wonders.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مُترجم وشاعر سعودي من أصل يمني، ولد عام 1991 في جدة، وأنجز الكثير من الترجمات في مدونته “معطف فوق سرير العالم”.
من ترجماته: “كتاب الراحة”، و”سنة القراءة الخطرة”.