القيم الأخلاقية في المسيرة المهنية
القيم الأخلاقية في المسيرة المهنية
القيم الأخلاقية لها أثر في الفرد والمجتمع، فتطبيقها يحقِّق الرقيَّ في مسيرة الفرد المهنية، والفرد جزء من المجتمع يُشارك في عملية التأسيس والتشييد، فإذا ارتقت مسيرته المهنية أثَّر ذلك بالإيجاب في العملية ككل، فالجميع يعمل ضمن خطة عملية تُلزِم كل فرد أن يُنجز عمله دون أن يخرب ما تم عمله من قبل أو تعطيل ما يجب فعله بعد، وتمسُّك الشخص بالقيم الأخلاقية يجعله مُتَّسِمًا بالصفاء الذهني والنزاهة في التوجيه والتخطيط ونقل الأفكار.
لكن إذا استسلم أمام المغريات أو استخدم الوسائل غير القانونية، حينها يُصبح عائقًا في عملية البناء، ويتسبَّب في هدر الموارد وضعف الجودة، لأنه يظل يبحث عن أساليب للغش والمكر وينشغل في الصراعات عن الأهداف، والأدهى أنه ينسب أفعاله الدنيئة إلى الآخرين، أو عدم وجود الظروف المناسبة لاكتساب هذه القيم منذ الصغر، متناسيًا أن هذه القيم يُمكن اكتسابها في أي مرحلة عمرية، فقد يزجُّ المرء بنفسه في تجارب عديدة لاكتساب هذه القيم.
ولكن خوض تلك التجارب، يتطلَّب عنصر الأمانة للاعتراف أمام الذات بالخطأ كرقابة ذاتية، والشجاعة لمواجهة مواقف اللوم والخوف والتوتر، وعلى الرغم من أن التجربة تتسبَّب في الألم فإنه سرعان ما يزول بمرور وقت قصير، ويُصبح سببًا للعمل باحترافية لتجنُّب هذه المواقف، والالتزام بالمصداقية التي تُطهِّر النفس وتجعل التعاملات البشرية أرقى، ومن أكثر التجارب التي تُساعد على تجريد النفس ممن حولها للتعرُّف على حقيقة الذات ومواجهة الصعاب هي تجربة السفر، فنجد في أنفسنا قيمًا ومبادئ نظن أنها اندثرت منذ زمن ليأتي السفر ويحييها، فالسفر بوابة للدروس والتعلم فيها، وفرصة ليُخرج العقل كل ما يخفيه بسبب ما يعانيه من مشقة، فكثيرًا ما نلاحظ التخلِّي عن عادة سيئة بعد هذه التجربة، لأنها تُروِّض على الصبر فنتقبَّل المجازفة ومواجهة الخوف، ونتأهَّل للتعاملات اليومية.
الفكرة من كتاب خريطة الإدراك: منهجية الحياة المهنية في قدراتك العملية
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.
لقد كرَّم الله (عز وجل) الإنسان على سائر خلقه، ووهبه ميزة الوعي والإدراك وحُسن الاختيار، وجعله عنصرًا مهمًّا بإعمار الأرض، لذا وجب عدم تقديم أمر آخر على الأولوية البشرية، لأن تقديم الأمور الأخرى يؤدي إلى الإهمال والتقصير والوقوع في الأخطاء، وفي النهاية يقع الإنسان ذاته ضحية نتيجة هذا الإفراط، والمراد من ذلك هو إدراك مدى أهمية التمسك بالقيم والأخلاقيات، ولهذا السبب يُقدم لنا هذا الكتاب بعض المفاهيم للوقاية من التقصير والفساد، مع بعض الحلول لتعزيز القواعد الإيجابية وإحياء الضمير والمحافظة على القيم الأخلاقية.
مؤلف كتاب خريطة الإدراك: منهجية الحياة المهنية في قدراتك العملية
هاجر علي عقيلي: مُدرِّبة تطوير لديها خبرة في الكتابة الإبداعية وتوليد الأفكار بطريقة مُتجدِّدة ومُختلفة عن الأنماط الاعتيادية، حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك عبدالعزيز عام ٢٠١٧، وصدر لها كتابان إلى جانب كتاب “خريطة الإدراك”، وهما:
شفرة الوعي: منهجية العيش في قدراتك الباهرة.
المرحلة المخملية.