التأثير في القرارات
التأثير في القرارات
هل اتخذت يوما قرارًا ثم ندمت عليه؟ ربما كانت لحظة تسرع، أو تم التأثير عليك بشكل ما..
في البداية يجب أن نتعرف طريقة تفكيرنا وتحليلنا للمعلومات، فالعقل يستخدم نظامين للتفكير أولهما النظام الأوتوماتيكي، وهو المسؤول عن اتخاذ ردود الأفعال السريعة المعتمدة على الأحاسيس، دون بذل أى جهد في التفكير، ودون أي وعي، وعلى النقيض النظام الثاني التأملي الذي يعتمد على المنطق والحكمة، ويستشرف المستقبل مما يساعد على تكوين أفكار صائبة.
ونأتي الآن لكيفية التأثير في اختياراتنا وذلك بأربعة أمور، أولها التعرض للإغراء، وأكثر التجارب إيضاحًا لذلك تجربة مارشميلو ستانفورد، التي قام بها العالم والتر ميشيل في أواخر الستينيات على مجموعة من الأطفال لم تتجاوز سنهم أربع سنوات، في المرة الأولى يكون الطفل بغرفة بها باحث، وأمامه قطعة من الحلوى، ويخير الطفل بين الانتظار فترة من الزمن والحصول على قطعتين من الحلوى، أو رن الجرس في حال التهامه للقطعة على الفور.
وفي المرة الثانية وضع العالم ميشيل مصادر للإلهاء بالغرفة مثل الألعاب، أو طلب التفكير في أنشطة مسلية أو وضع غطاء فوق طبق الحلوى.
في الحالة الأولى تعرض الأطفال لإغراء شديد، ولم يستطع أغلبهم الانتظار أكثر من ثلاث دقائق، وبعد سنوات وجد الباحثون أن الأطفال الذين سيطروا على أنفسهم كانوا أكثر نجاحًا بحياتهم في المستقبل.
أما في الحالة الثانية عندما ساد التحكم في المغريات طالت مدة الانتظار لدى الجميع بنسبة 60 بالمئة، وزاد عدد الأطفال الذين تحكموا بذواتهم.
وثاني الأمور التي تؤثر في قراراتنا، تقديم المعلومات وصياغتها، فهي تشكل اختلافًا في رؤيتنا وتعاطينا مع الاختيارات.
وثالث تلك الأمور، الأفكار المغلوطة، إذ إننا نحبذ اختيار المعلومات التي تتماشى مع ما نفضله أو تتوافق مع الخيارات السابقة، فحتى الخبراء لديهم ميل لتقبل المعلومات إذا كانت تؤكد المعطيات التي يملكونها بالأساس، ويجب عدم التمسك بجميع قراراتنا، فقد أثبتت الدراسات أن الذین يثقون كثيرًا بتوقعاتهم لم یكونوا على قدر كبير من الدقة بالإجمال، فلنتجنب الوقوع بتلك المشكلة، يجب أن نقدم الحجج المناقضة لخياراتنا ولا نكتفي بالداعمة منها فقط، ونبتعد عن التحيز.
وآخر الأمور التي تحمينا من التأثير في قراراتنا هي عدم الاتكال تمامًا على رأي شخص ما، بل علينا أن نستعين بمقترحاتهم، ومن ثم نقوم بتجزئة الخيارات إلى مكوناتها الأساسية، ودراسة نسب ملاءمة كل خيار منها بالنسبة إلينا، وتحديد كل من الإيجابيات والسلبيات للأمور.
الفكرة من كتاب فن الانتقاء
تقوم حياتنا على العديد من الخيارات وفي كل لحظة بها، بدايةً من: متى سنستيقظ؟ أو ماذا سنرتدي؟ أو ماذا يجب علينا شراؤه؟ وبمن سنتزوج؟ وغيرها من المواقف التي ربما يكون الاختيار فيها أمرًا مصيريًّا.
إذًا، كيف نختار؟ وما العوامل المؤثرة باختياراتنا؟ وكيف تؤثر الخيارات فينا؟ وهل كثرة الخيارات تساعدنا على اتخاذ الخيار الصحيح؟ قدمت الكاتبة إجابات لتلك الأسئلة بناءً على دراسات في علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما.
مؤلف كتاب فن الانتقاء
شيينا إينغار : أستاذة إدارة الأعمال في جامعة كولومبيا الأمريكية، وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية وارتون للأعمال، ودكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة ستانفورد.
ترتكز أبحاثها على العديد من جوانب صنع القرار، وقدمت محاضرات في TED حول الاختيار.
وهي من أصول هندية تنتمي للمعتقد السيخي المتشدد في تقاليده وتعاليمه، وأصيبت بالعمى في صغرها نتيجة مرض نادر بالشبكة الصباغية.
من مؤلفاتها:
Think Bigger: How to Innovate.
معلومات عن المُترجمة:
مايا أرسلان: ترجمت رواية “عالم يفصل بيننا”.