الدين والمجتمع
الدين والمجتمع
“ما تأثير الانتماء الديني للأفراد في صحتهم وسعادتهم؟” كان ذلك عنوان دراسة قامت بها الكاتبة على أكثر من ستمئة شخص منتمين إلى تسع ديانات مختلفة تصفها بالأساسية، لتعرف ما إذا كان اعتناق المرء لدين ما يؤثر في اتخاذ قراراته، وهل يشعر الشخص المتدين بالعجز الدائم بسبب شعائر الدين وتعاليمه، فزارت أماكن ودور العبادة المختلفة لملء ثلاثة استبيانات، فالاستبيان الأول كان يحوي أسئلة عن مدى التزامهم الديني ومدى تأثير الدين في عدّة أمور في حياتهم من المأكل، والملبس، وهوية من نخالط ومن نتزوج، وحصل المنتمون إلى الدیانات الأساسية على المعدلات الأعلى مقارنة بالمنتمين إلى المذاهب اللیبرالیة.
وأما الاستبيان الثاني، فكان يقيس مستوى تفاؤل الأشخاص حول مجموعة من الأحداث الافتراضیة السعيدة والمؤلمة.
والاستبيان الأخير كان يدور حول ما إذا كانوا قد تعرضوا لانهیار عصبي، أو فقدان للوزن، وكانت النتيجة أن أصحاب الديانات أكثر لیونة وتفاؤلًا في مواجهتهم للمحن، ومن الملحدين بخاصة.
وكاستنتاج عام من الدراسة، فإن القيود التي تفرضها الأديان لا تقلل من تحكمنا بشؤون حياتنا ولا تتركنا نفعل كل ما يحلو لنا، بل تحقق التوازن بين هذا وذاك.
وماذا عن ثقافة المجتمع الذي ننشأ به، هل لها دور أيضًّا في اختياراتنا؟ سنرى ذلك من خلال هذه التجربة، التي أجريت في مدرسة ابتدائية بولاية سان فرانسيسكو بواسطة الكاتبة والأستاذ مارك لیبر، تم تقسيم الأطفال لثلاثة مجموعات ما بين أطفال من أصل أمريكي وآسيوي، وكانت التجربة تتضمن طاولة عليها ست ورقات مختلفة تحدد نوعية اختبارهم وستة أقلام Marker للإجابة، وكرسيين أحدهما للطفل الذي سيجري الاختبار والآخر للسيدة سمیث، وطُلب من أطفال المجموعة الأولى أن يختاروا الورقة التي تحلو لهم ولون القلم الذي سيكتبون به إجاباتهم، بينما حددت السيدة سمیث للمجموعة الثانية نوع الاختبار ولون القلم الذي سيستخدمونه، أما المجموعة الثالثة فقد قيل لهم إن أمهاتهم يفضلن لهم نوعًا معينًا من الأوراق وألوان الأقلام.
نأتي الآن لنتيجة الدراسة، الأطفال الأمريكيون بالمجموعة الأولى كان أداؤهم أفضل من أقرانهم بباقي المجموعات، وعلى النقيض فالأطفال من أصل آسيوي كان أداؤهم مرتفعًا بالمجموعة الثالثة أكثر من باقي المجموعات، وكان الأداء الأدني في كلا الحالتين بالمجموعة التي فرض عليها الاختيار من قِبل السيدة سميث.
ومن هنا نستنتج نظرية المجتمع الفردي الذي يمثله الشعب الأمريكي، ويتجلى فيه التركیز على الاستقلالية في عملیة الاختيار، والمجتمع الجماعي المتمثل في الشعوب الآسيوية ويرتكز على التفكير في الجماعة، كالعائلة والفريق.
الفكرة من كتاب فن الانتقاء
تقوم حياتنا على العديد من الخيارات وفي كل لحظة بها، بدايةً من: متى سنستيقظ؟ أو ماذا سنرتدي؟ أو ماذا يجب علينا شراؤه؟ وبمن سنتزوج؟ وغيرها من المواقف التي ربما يكون الاختيار فيها أمرًا مصيريًّا.
إذًا، كيف نختار؟ وما العوامل المؤثرة باختياراتنا؟ وكيف تؤثر الخيارات فينا؟ وهل كثرة الخيارات تساعدنا على اتخاذ الخيار الصحيح؟ قدمت الكاتبة إجابات لتلك الأسئلة بناءً على دراسات في علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما.
مؤلف كتاب فن الانتقاء
شيينا إينغار : أستاذة إدارة الأعمال في جامعة كولومبيا الأمريكية، وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية وارتون للأعمال، ودكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة ستانفورد.
ترتكز أبحاثها على العديد من جوانب صنع القرار، وقدمت محاضرات في TED حول الاختيار.
وهي من أصول هندية تنتمي للمعتقد السيخي المتشدد في تقاليده وتعاليمه، وأصيبت بالعمى في صغرها نتيجة مرض نادر بالشبكة الصباغية.
من مؤلفاتها:
Think Bigger: How to Innovate.
معلومات عن المُترجمة:
مايا أرسلان: ترجمت رواية “عالم يفصل بيننا”.