الجمهورية التونسية والحركات الإسلامية
الجمهورية التونسية والحركات الإسلامية
كانت البداية عندما برز الحزب الاشتراكي التونسي بوصول الاشتراكيين إلى الحكم في فرنسا، ولمعت أسماء مثل الشاذلي خير الله والحبيب بورقيبة، ثم في عام 1957م عندما أعلن المجلس التأسيسي التونسي قيام الجمهورية التونسية بعد عام ونصف من الاستقلال، كان بورقيبة هو رئيس الوزراء المكلَّف من قبل محمد الأمين باي، وبذلك اجتمع المجلس التأسيسي المنتخب لوضع الدستور وانتخاب مجلس الأمة، بعدها أصبح بورقيبة أول رئيس للجمهورية وتم انتخابه حتى استنفد الدورات القانونية.
وبورقيبة من مواليد مدينة المنستير الساحلية في 1903، و خريج كلية الحقوق عام 1927م في باريس قبل العودة إلى تونس لتأسيس الحزب الدستوري الجديد عام 1934م، لهذا السبب، ولنشاطاته السياسية الأخرى تم اعتقال بورقيبة عدة مرات حتى بدأت فرنسا في التفاوض معه وإعادته إلى تونس في 1955م ليوقع المعاهدة التي منحت تونس الاستقلال الداخلي، وقد توفي بورقيبة عام 2000م في مسقط رأسه بعدما قام زين العابدين بن علي بتنحيته وإعلان نفسه رئيسًا للبلاد.
كان ابن علي رئيسًا للوزراء عام 1987م عندما استغل الوضع الصحي لبورقيبة وكبر سنه لإعلان الانقلاب عليه، وتم انتخابه رئيسًا للمرة الأولى عام 1989م، ثم أعيد انتخابه لثلاث دورات أخرى، وقد أجرى ابن علي بعدها تعديلًا دستوريًّا لتمكينه من الترشُّح مجددًا في 2004، ومجددًا في 2009 وقد عرفت فترته بالتوترات السياسية والاقتصادية وتصاعد الاتجاه الإسلامي.
هنا يجدر بنا ذكر الحركات الإسلامية التي يتوازى تاريخها مع تاريخ بورقيبة وابن علي، وهما حركتان أساسيتان: حركة النهضة الإسلامية التونسية ومن أبرز قادتها راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو، وحركة الإسلاميين التقدميين، ومن رموزها صلاح الدين الجوشي وزياد كريشان، وقد مرت هاتان الحركتان والتيار الإسلامي في تونس عمومًا بحملات اعتقال ومحاكمات عسكرية ونفي خلال الثمانينيات والتسعينيات ضمن سياسة الدولة التونسية خلال عهود بورقيبة وابن علي المناهضة للإسلام بكل مظاهره.
الفكرة من كتاب قصة تونس من البداية إلى ثورة 2011م
في شمال قارة أفريقيا وبين الجمهورية الليبية من الجنوب الشرقي والجزائر من الغرب، تقع تونس أو “ترشيش” قديمًا، وتتميَّز تونس بتربتها الخصبة المحاذية للبحر في أغلب مساحتها والصحراء في أربعين بالمائة من مساحتها، وقد تعاقبت عليها الحضارات البربرية والفينيقية والرومانية والعربية الإسلامية فتركت فيها البصمات الثقافية والمعمارية.
ولأن الفينقيين قد عرفوا بالترحال والتجارة، فقد نشطت التجارة في الساحل التونسي، وبالتحديد في قرطاج، عندما أنشؤوها في القرن التاسع قبل الميلاد، وسيطرت تونس نتيجة لذلك على البحر المتوسط وحقَّقت الثروات الهائلة، ثم أصبح لها مجلس للمدينة وجمعية شعبية وحاكمان ينتخبان سنويًّا، ومع ذلك للأسف بدأ التنافس والتضارب بين الحاكمين على السياسات، ما أضعف قرطاج.
مرت تونس بعد ذلك بعدة حروب ضد روما تسمى بالحروب البونية حتى دمرت قرطاج تمامًا، لكن يوليوس قيصر أعاد بناءها عام 44 ق.م، وأسماها مستوطنة قرطاج اليوليوسية، فازدهرت وأصبحت مصدرًا للمنتجات الزراعية ومقرًّا للحضارة الرومانية لستة قرون حتى تمكن القائد المسلم حسان بن نعمان من فتحها في 79هـ/698 م.
فيما يلي نحكي قصة تونس منذ الفتح الإسلامي مرورًا بالاحتلال الفرنسي وحتى الثورة التونسية في 2011م.
مؤلف كتاب قصة تونس من البداية إلى ثورة 2011م
راغب السرجاني: هو طبيب مصري من مواليد عام 1964م، تخرَّج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1988م، ثم نال شهادة الماجستير عام 1992م، ثم الدكتوراه عام 1998م، إضافةً إلى كونه أستاذًا مساعدًا بكلية الطب جامعة القاهرة، وهو رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة.
عُرِف عن راغب السرجاني كذلك كونه مفكرًا إسلاميًّا مهتمًّا بالتاريخ الإسلامي، وهو صاحب الفكرة والمشرف على موقع “قصة الإسلام” المعني بهذا الموضوع، وقد أطلق مشروعه الفكري تحت شعار “معًا نبني خير أمة” على أساس فهم التاريخ الإسلامي فهمًا دقيقًا واستنباط عوامل النهضة منه.
صدر له العديد من الكتب في التاريخ والفكر الإسلامي مثل:
كتاب “إلى شباب الأمة”.
كتاب “فلسطين لن تضيع كيف”.
كما قدَّم العديد من البرامج عبر الفضائيات العربية، وله العديد من المحاضرات المسجَّلة كذلك في مواضيع السيرة والتاريخ وغيرها.