نصف الكوب الفارغ
نصف الكوب الفارغ
نحن نلجأ في بعض الأحيان إلى التذمر والشكوى إلى المقربين منا، من أجل التخفيف من حدة المشاعر السلبية التي نشعر بها في وقت معين، وبذلك نحد من ردود فعل التوتر المحتملة، ولكن هناك أشخاص يعتبرون الشكوى أكثر ما يمتعهم في الحياة، فهم دائمًا ينظرون إلى نصف الكوب الفارغ.
تمثل السلبية المستمرة الصادرة عن المشتكين المزمنين تحديًا كبيرًا لمن حولهم، ولا شيء يجعل اللوّامين أسعد من كونهم أكثر بؤسًا ممن حولهم، وأن تظل إيجابيًّا ومتحفزًا ومنتجًا وسط هذا النوع من البشر هو أمر يحتاج إلى كثير من الحكمة ومن النضج النفسي.
ومن الناحية الاجتماعية ستجد أن الأشخاص اللوامين لا يعتبرون أنفسهم سلبيين، بل يرون أنفسهم دائمًا في الطرف الخاسر للأشياء، فهم يرون العالم سلبيًّا وأنهم مجرد استجابة مناسبة للظروف المزعجة، لذا فمحاولة إقناع المشتكي بأن الأمور “ليست بهذا السوء” ستجعله يبالغ في ردة فعله، وسيؤدي ذلك إلى إجباره على ذكر 10 شكاوى إضافية ليمنحك فهمًا أفضل لفظاعة حياته.
قبل أن تُسرع لحل مشكلة الشخص الشكّاء تحقق من غرض الشكوى أولًا، فاطلب منه أن يخبرك إن كان يريد حلًّا لهذه المشكلة أم لا، فبعض الأشخاص يشتكون فقط للفت الانتباه، أو لكسب التعاطف، وإدراكك لهذه النقطة سيسهل عليك التعامل مع هذا النوع من الأشخاص.
الفكرة من كتاب 7 شخصيات تسمِّم حياتك
بحكم عمله طبيبًا واستشاريًّا نفسيًّا لآلاف المجموعات ومراكز العمل، التقى أندرو فولر العديد من الشخصيات التي كان من الصعب التعامل معها، والتقى أيضًا بضحاياهم الذين لاحظ أنهم يتعاملون مع هؤلاء الأشخاص إما بالتشاجر والتقاتل الذي يقود إلى الهستيريا والعجز عن السيطرة على الانفعالات، وإما بالفرار وتجنب المشكلات ما يزيد الأمر سوءًا، وإما بالتجمد الذي يصيب صاحبه عندما يوجه له الشخص الصعب المراس إساءات متكررة،
وهذه كلها طرق غير فعالة للتعامل مع الأشخاص صعبي المراس، ولكن من خلال التعرف على الأنواع السبعة للشخصيات الصعبة المراس، وسماتهم، وأهم الاستراتيجيات التي يتبعونها للسيطرة على ضحاياهم، ستتمكن من معرفة كيفية التعامل معهم، والاستفادة منهم في تطوير شخصيتك، فيمكن للأشخاص الذين يصعب التعامل معهم أن يساعدوك لكي تصبح إنسانًا أكثر نضجًا وتطورًا.
مؤلف كتاب 7 شخصيات تسمِّم حياتك
أندرو فولر : طبيب نفسي إكلينيكي، وزميل معالج أسري في أقسام الطب النفسي والتعلم والتطوير التربوي بجامعة ملبورن، وبصفته طبيبًا نفسيًّا إكلينيكيًّا، يعمل مع العديد من المدارس والمجتمعات في أستراليا وعلى الصعيد الدولي، ووضع برامج تربوية لتنمية الذكاء العاطفي عند المراهقين والأطفال، وتم اعتمادها في العديد من المدارس في أستراليا وبريطانيا، من أهم مؤلفاته: