إدمان الإنترنت
إدمان الإنترنت
إن هروب طفلك إلى العالم الافتراضي يعني أن يحصل على متعة مؤقتة فقط، وهذا ما يجب أن يعيه أبناؤنا قبل الوقوع في حفرة إدمان الإنترنت، وعلى العموم فإن التبكير بتوعية الطفل مهمة جدًّا، عن طريق منعه من أسلوب المهام المتعددة المتزامنة، وتعليمه أهمية إدارة الوقت والانشغال بشيء واحد فقط والتركيز عليه، كذلك مساعدته على إبعاد الهاتف وقت الالتزام بالوجبات المنزليّة، أما في المدرسة فلا يجوز تصفحه للمواقع خلال الحصة بتاتًا.
وربما من الجميل أن يُعقَد اجتماع مع الأسرة، لتتفق على نقاط معينة وأساسية، مثل حاجة الأسرة إلى التعامل مع المشكلات الحاليّة، وتحديد مباعث القلق والسلوكيات الخاطئة، وإحصاء التأثيرات النفسية والعصبية والبدنية داخل العائلة، مع الحرص على التزام الهدوء وتعزيز روابط الأسرة في هذه المناقشة ومشاركة الجميع بالآراء، ومن ثم التوصل إلى حلّ منصف يرضي الجميع.
مع اعتبار أن هناك قواعد غير قابلة للتفاوض، وهي:
أن الإنسان الطيب يتمسك بطيبته ولا يتعامل بقسوة أو تنمر من خلف الشاشات.
والإنسان المميز لاينكر هويته ولا يظهر بشخصيات متعددة.
وعدم نشر أي نص أو صورة يخجل المرء من عرضها على من هو أكبر منه.
وعدم قضاء الوقت كلّه على الهاتف، لأن هناك حياة واقعية.
كما يمنع التراسل النصي في أثناء القيادة.
وهذا كله يمنعنا من الخطر الذي يخلفه إدمان الإنترنت، فهو يجعل الشخص عاجزًا عن السيطرة على سلوكه مما يجعله يُهمل الحياة الأساسية والدوافع السامية.
وثمة عوامل كثيرة تتسبب في إدمان الإنترنت، مثل الوصول السريع إلى كل شيء، وصغر الهواتف وحملها في كل مكان، والاعتماد على منفعة الهواتف دون اعتبار للأضرار، والاتصال الدائم بالأقران والزملاء.
وكذلك فإن التقنية الرقمية تلبي احتياجات نفسية عند المراهقين وتتناسب مع حبهم للاستقلال ودوافعهم إلى إنشاء هوية ورغبتهم في عيش أجواء دراميّة .
فلكي نعالج هذا الإدمان لا بد أن نقي أنفسنا من البداية، وأن نضبط أوقاتنا حسب حاجتنا إلى الإنترنت، فمهما أصبح أولياء الأمور فخورين بأداء أطفالهم وبراعتهم في استخدام التكنولوجيا، سيكونون في صراع أيضًا بسبب تأثير هذه التقنية في عقول الأطفال وسلوكياتهم.
الفكرة من كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
كثيرًا ما تدور مشكلاتنا في الوقت الحالي حول التكنولوجيا والإفراط في استخدام الإنترنت، إذ أصبحنا نستمع في كلّ مكان إلى عبارات من قبيل: “ابني لايترك جهازه من يده” و”ابنتي لا ترغب في الجلوس معنا“، وهذه كلّها عبارات بدهيّة في ظلّ تفجّر التقنية الذي أصبح يهدد سلامة أطفالنا، بل ويصيبهم بكثير من العوائق والمشتتات!
وفي هذا الكتاب سوف نعرف المشكلة وحلّها وكيفيّة تجنّبها.
مؤلف كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
مارتن إل كوتشر: أستاذ سريري مساعد في طبّ الأطفال، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا لاضطرابات الأعصاب المتنوعة والتشنّجات اللا إراديّة، ومن ضمن مؤلفاته: كتاب “تنظيم الطفل غير المنظم”، وكتاب “اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه“.
معلومات عن المترجم:
حسام الشرقاوي: ترجم عديدًا من الأعمال، من أبرزها: كتاب “دليل الأفراد مفرطي الحساسية”، وكتاب “صولات على البساط الكروي”.