تأثيرات سلبيّة
تأثيرات سلبيّة
إن الشاشة الرقمية تضيّع أوقاتنا وتلتهم منّا كلّ اللحظات التي كان لا بد لنا أن ننعم فيها بالاسترخاء والراحة حتى نستعيد نشاطنا الذهني والبدني، ليس هذا فقط، بل إنها أصبحت تضر أيضًا بوقت اللهو والتفكّر والإبداع وضبط النفس، وقبل أن نذكر المؤثرات السلبية سنذكر مجالات يمتاز فيها التعلم الرقمي عمّا سواه، مثل: توفير الورق الذي نتج بسبب القراءة الإلكترونية، إذ تُعدُّ القراءة الإلكترونية كفيلة بتعزيز الوصول إلى الكتب وغيرها من مصادر المعلومات في مختلف المجالات، كما أن وجود هذه التقنيات بدلًا من الورق قد تجذب أنظار الطلّاب وتشعرهم بالمتعة، بالإضافة إلى كونها تساعد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّةعلى التعلّم واكتساب المهارات، ولكن تكمن العلّة في أن الموضوع يحتاج إلى إشراف معلّم وتنظيم للوقت وتحديد للهدف.
أمّا من النواحي السلبية فإن شبكة الإنترنت وتقنياتها تؤثر في عدة جوانب، منها التأثير في الهويّة، إذ نلاحظ أن الأشخاص ينشرون في أحيان كثيرة ما لا يُعبّر عنهم ولا عن حياتهم، ويحيطون أنفسهم بهالة من المثالية غير موجودة في واقعهم، ناهيك بأن شعورك بقيمتك ينتج من خلال تفاعل الآخرين معك، وكذلك فقد أصبحت العلاقات سطحية، إذ أصبحنا نجد أن الأغلب يميل إلى الانزواء وعدم التفاعل في المجتمع.
كما أن التقنية لها تأثير أيضًا في الخيال، فعلى الرغم من أنها قد تساهم في تعزيز الإبداع فإنها تكاد تخنقه بالتقليد والتشتت والإلهاء، كما أن طفلك إذا أفرط في استخدامها قد يصاب بحالات نفسية، مثل: مشكلات التواصل الاجتماعي، واضطراب فرط الحركة، والقلق الاجتماعي، والتوتر، والوسواس القهري، والمشكلات المدرسيّة، والسلوكيّات الإدمانية.
وبالنسبة إلى مدمني الإنترنت فإنهم يعانون قصورًا في مواد في المخ، وهذا يظهر بشكل جلي في استجاباتهم للأمور وعدم المرونة وحصول خلل في كفاءة عمل العقل، ناهيك بالتأثيرات الجسدية، مثل: الأرق والخمول وآلام الظهر والعضلات والسلوك العدواني وعادات الأكل السيئة وضعف حاسّة السمع وارتفاع ضغط الدمّ، أو حتى تعريض النفس للخطر فقط من أجل أخذ صورة سيلفي!
الفكرة من كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
كثيرًا ما تدور مشكلاتنا في الوقت الحالي حول التكنولوجيا والإفراط في استخدام الإنترنت، إذ أصبحنا نستمع في كلّ مكان إلى عبارات من قبيل: “ابني لايترك جهازه من يده” و”ابنتي لا ترغب في الجلوس معنا“، وهذه كلّها عبارات بدهيّة في ظلّ تفجّر التقنية الذي أصبح يهدد سلامة أطفالنا، بل ويصيبهم بكثير من العوائق والمشتتات!
وفي هذا الكتاب سوف نعرف المشكلة وحلّها وكيفيّة تجنّبها.
مؤلف كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
مارتن إل كوتشر: أستاذ سريري مساعد في طبّ الأطفال، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا لاضطرابات الأعصاب المتنوعة والتشنّجات اللا إراديّة، ومن ضمن مؤلفاته: كتاب “تنظيم الطفل غير المنظم”، وكتاب “اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه“.
معلومات عن المترجم:
حسام الشرقاوي: ترجم عديدًا من الأعمال، من أبرزها: كتاب “دليل الأفراد مفرطي الحساسية”، وكتاب “صولات على البساط الكروي”.