سلاح ذو حدّين
سلاح ذو حدّين
التكنولوجيا مثل كل شيء، إذ إن لها جانبًا إيجابيًّا وجانبًا سلبيًّا، فقد سهّل علينا الإنترنت الوصول إلى الفنون والإبداع والمعلومات، ومن ثم أصبحت لدينا قدرة على اكتساب مهارات جديدة بأبسط الطرائق والتواصل مع كل العالم من أماكننا، ولكن في المقابل كان لجانبه السلبي حظّ وفير من حياتنا، فعندما يقضي الطفل معظم ساعات يومه على الإنترنت منزويًا في غرفته ليرسل إلى هذا وذاك مئات النصوص، فهنا تكمن المشكلة!
وقد اتّضح في الإحصاءات أن أعدادًا مهولة من المراهقين يتصفحون الإنترنت ومواقع التواصل يوميًّا، وعلى رأسها الفيسبوك الذي يسجّل مليارات الأعداد، كيف لا يحدث ذلك والهواتف في أيدي أطفالنا باستمرار، بل وقد أصبحوا لايغادرون فرشهم صباحًا إلا بعد الردّ على الرسائل؟ وهذا يؤكد لنا أننا لا نبالغ في ردود أفعالنا تجاه هذه الثورة المعلوماتية التي تفجرت أمامنا، والتي أثّرت في علاقة البشر بعضهم ببعض وتفاعلهم في المجتمع، لذا كان لِزامًا على أولياء الأمور أن يحرصوا على تتبع مشاعر أبنائهم وتطوّر مهاراتهم الاجتماعية، فالتقنية بحد ذاتها ليست جيدة ولا سيئة، ولكن لا بد لنا أن نستخدمها بشكل معين لكي نحقق الاستفادة منها .
كما أصبح الأطفال أكثر عرضة للاضطرابات السلوكية والعصبية، مثل اضطراب التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والذهان ، وهذا لأن التقنية أصبحت تؤثر فيهم بدنيًّا ونفسيًّا وعصبيًّا، بالإضافة إلى أنها جعلتهم ذوي نفسيّات هشّة.
وبما أن التقنية أصبحت موجودة حتى في غرف التعليم، فقد كَثرت مطالعة الطلاب للرسائل في أثناء الدروس والمحاضرات بدلًا من التركيز على المعلومات، بل إن الأمر لم يتوقف فقط على استقبال الرسائل، بل أصبحوا يتصفحون الإنترنت ويتابعون مقاطع الفيديو، مما جعلهم غير آبهين لمَا يشرحه المعلّمون.
الفكرة من كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
كثيرًا ما تدور مشكلاتنا في الوقت الحالي حول التكنولوجيا والإفراط في استخدام الإنترنت، إذ أصبحنا نستمع في كلّ مكان إلى عبارات من قبيل: “ابني لايترك جهازه من يده” و”ابنتي لا ترغب في الجلوس معنا“، وهذه كلّها عبارات بدهيّة في ظلّ تفجّر التقنية الذي أصبح يهدد سلامة أطفالنا، بل ويصيبهم بكثير من العوائق والمشتتات!
وفي هذا الكتاب سوف نعرف المشكلة وحلّها وكيفيّة تجنّبها.
مؤلف كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
مارتن إل كوتشر: أستاذ سريري مساعد في طبّ الأطفال، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا لاضطرابات الأعصاب المتنوعة والتشنّجات اللا إراديّة، ومن ضمن مؤلفاته: كتاب “تنظيم الطفل غير المنظم”، وكتاب “اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه“.
معلومات عن المترجم:
حسام الشرقاوي: ترجم عديدًا من الأعمال، من أبرزها: كتاب “دليل الأفراد مفرطي الحساسية”، وكتاب “صولات على البساط الكروي”.