أسلوب الكاتب
أسلوب الكاتب
هو التقنية أو الطريقة التي يقوم بها الكاتب بسرد قصته، ولإتقانها يحتاج الكاتب إلى نفاذ كبير لعالم شخصياته والمواقف التي تمر بها، فبالأسلوب يتميز كاتب عن آخر في الموهبة والحصيلة اللغوية، فبالأسلوب فقط يستطيع الكاتب الموهوب أن يحول موقفًا عاديًّا إلى تحفة فنية.
بعد أن تستقر نفس الكاتب وتتضح معالم القصة داخله يواجه اللحظة الأصعب عند إخراجها على الورق، حيث يحتاج إلى تحديد المنظور الأنسب لسردها، ونظرًا لقصر القصة فقد اعتمدت أغلب القصص على أشهر الأساليب في النقل، وهي السرد والحوار والمونولوج.
يمكن تعريف السرد بأنه الوصف والتصوير، ولا يستخدم السرد لمجرد السرد، فالكاتب محكوم بمحدودية قصته فيجب عليه استخدام كل سرد يصب في صالح قصته، كما أنه يجب على الكاتب قطعًا أن يختفي تمامًا عند السرد ولا يظهر على طاولة الأحداث أبدًا، فدوره يقتصر على نقل الأحداث دون أن يتدخل.
أما الحوار فهو تلك المحادثة التي تدور بين شخصية أو أكثر، ويستخدم وسيلة لتقديم الشخصيات من داخلها لا من خارجها، أي بلسانها لا بلسان الراوي، فقد انتهت صورة الكاتب العليم بكل شيء وحل محلها الحوار بين الشخصيات، لإعطائها الفرصة للتعبير عن نفسها وغيرها، ويجب عند إضافة الحوار ألا يكون قاطعًا فجأة للسرد، بل يجب أن يضاف بنعومة للأحداث وفي الوقت المناسب.
والمونولوج كالحوار ولكنه بين الشخصية ونفسها، ويأتي في صورة استرسال مليء بالصدق والحيوية، فيستحيل على السرد أن ينقل ما يمكن أن ينقله مونولوج أو حوار بين شخصيتين، وبعض من سمات المونولوج أو الحوار الجيد أن يكون موجزًا ومكثفًا صادقًا غير متكلف وواضح العبارات لمن يقرؤه، وأن يأتي في الوقت المناسب ويضيف للنص والأحداث أو يبرز شخصية، كما يجب أن يكون مناسبًا لطبيعة الشخصية التي تتحدث معبرًا عنها لا عن الكاتب.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
تمتاز القصة القصيرة بصعوبتها مقارنة بباقي الألوان الأدبية كالرواية والمسرحية والقصيدة وغيرها، إذ إنها -على عكسهم- لا تعطي الكاتب الحرية في الوصف والتكرار ورسم الصور والأخيلة، بل تفرض عليه أن تخرج في صورة محكمة مكثفة تخلو من أقل قدر من الإسهاب أو الإطناب في السرد، ومن هنا تأتي أهمية كتاب “فن كتابة القصة”، فيضع الكاتب فؤاد قنديل تعريف القصة وعناصرها وما يفرقها عن باقي الألوان الأدبية والقواعد التي تضبط هذا الفن وتميزه.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
فؤاد قنديل: هو روائي مصري ولد في القاهرة بمصر الجديدة عام 1944م، حاصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس من جامعة القاهرة، وعمل في شركة مصر للتمثيل والسينما عام 1962م، له ست عشرة رواية، وعشر مجموعات قصصية، وعشر دراسات وتراجم وبعض المؤلفات القصصية للأطفال، من أشهر أعماله: روايتي “رحلة ابن بطوطة” و”روح محبات”.