هل الكُتب مُملة؟
هل الكُتب مُملة؟
هل “الكُتب مُملة”؟ وما الذي يمكن فعله عند الشعور بالملل خلال قراءة كتاب ما؟ نعم قد تعدُّ الكتب مملة، وإذا شعر الطلاب بالملل – أو أي شخص – في أثناء قراءتهم للكتب التي لا تثير اهتمامهم فعليهم بتركها، المهم هو ألا يُسمح للطالب باختيار كتاب سيئ يعطل زخم القراءة لديه، ولا بدَّ من وضع خطة للقراءة خلال العام، يكون الهدف منها إنهاء قراءة أربعين كتابًا على الأقل، فعشرة كتب أو عشرين ليست كافية لغرس حب القراءة في نفوس الطلاب، ولا بدَّ أن يختاروا ويقرأوا كثيرًا من الكتب بأنفسهم ليكتسبوا الحماس للقراءة.
لكن قد يفتقر بعض الطلاب إلى الثقة بقدرتهم على تحقيق هذا الهدف، فالواجب أن يشجعهم المعلم ويطمئنهم أنهم يستطيعون، كما أن بعض الطلاب حين وجد أن عددًا كبيرًا من زملائه مهتمون بالقراءة كان ذلك دافعًا له بأن يقرأ، فيجب عدم الاستهانة بضغط الأقران وحاجة المراهقين إلى الشعور بالانتماء، كذلك قد يواجهنا اختيار بعض الكتب التي لا تليق بالمستوى الأدبي ولا تثري العقول، فالحل هنا بأن يُسمح للطالب القراءة فيها، لأن القراءة فيها أفضل من ألا يقرأ، لكن بتبادل الحديث معه عما يقرأ وإشعاره بالثقة بذوقه سيفتح ذلك بابًا لأن يتقبَّل ما ترشحه له كمُعلم، مما سيجعله متفتحًا على لون أدبي راقٍ، المهم اجعله يكتشف أن بإمكانه أن يكون قارئًا، لكنه سيواجه بعض الصعوبات في البداية وهذا أمر طبيعي.
وأخيرًا لمتابعة الطلاب في عملية القراءة لا بدَّ أن يكون هناك “دفتر القارئ”، ويتضمن هذا الدفتر عدة قوائم لتسجيل أنشطة القراءة التي يقوم بها الطلاب، وهي: قائمة التسجيل، وفيها تنقسم الصفحة إلى أعمدة للألوان الأدبية وعدد الكتب التي تطلب من الطلاب قراءتها، ويسجل الطلاب الكتب التي يقرأونها، وهناك قائمة القراءة، ويسجل الطلاب في هذه القائمة كل الكتب التي قرأوها أو حاولوا قراءتها وتركوها، وتتضمن كل تسجيل لأي كتاب عنوانه ومؤلفه وتاريخ الانتهاء من قراءته وتقييم الطالب لمدى صعوبة قراءته، وقائمة الكتب المخطط لقراءتها، وتعمل هذه القائمة كقائمة تسوق أو كخطة لقراءة الطالب المستقبلية، وأخيرًا رسائل الآراء، وفيها يكتب الطلاب آراءهم الشخصية اتجاه الكتب التي قرأوها وفي أسلوب المؤلفين.
الفكرة من كتاب الهامسون بالكتب
“يفتقر بعض الطلاب إلى الثقة في قدرتهم على تحقيق أهدافهم، لكن باستطاعتهم فعل ذلك”.. تقدِّم لنا دونالين عن طريق عرض قصتها الشخصية رؤية لما يبدو عليه برنامج القراءة الفعَّال، ومدى السهولة التي يمكن تنفيذه بها، وذلك لإيمانها بأنَّ داخل كل إنسان قارئًا كامنًا، لكنه يحتاج فقط إلى من يُحيي هذا القارئ فيه، فتقدِّم التفاصيل العملية لبرنامج قراءة مستقل يناسب الأطفال، وتوضِّح كيف يمكن لأي معلم الإنصات بذكاء لطلابه والرد عليهم، والوصول بهم إلى تكوين علاقة حقيقية مع القراءة.
مؤلف كتاب الهامسون بالكتب
دونالين ميلر Donalyn Miller: معلِّمة لغة ودراسات اجتماعية، حصلت على جوائز تعليمية كثيرة منها: معلمة العام لمنطقة تكساس، وجائزة إدموندج، وشاركت في تأسيس مدونة نادي نيردي للكتاب، والتي توفر الإلهام اليومي وترشيحات الكتب والموارد والنصائح عن تربية القراء الصغار وتعليمهم.
تشغل حاليًّا منصب سفير الدعوة في مجال القراءة المدرسية، ومن أبرز مؤلفاتها: القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة.