إتاحة الوقت والمكان
إتاحة الوقت والمكان
تذكر الكاتبة تجربتها عندما خصصت في بداية الحصَّة بمقدار ربع ساعة قراءة مستقلة للطلاب، كما استطاعت استغلال القراءة في وقت الاستراحات خلال الحصص، وتوجهت لتقليل أو إلغاء التمرينات المتعلقة بتحرير الكتب أو التدريب على الكتابة، لأنها ترى أن هذه التمرينات تعطِّل هدفها الحقيقي مع طلابها، وهو زيادة قدرة الطلاب على القراءة، فتوفير الوقت وانشغال الطالب بالكتاب على نحو أكبر يخدم الهدف أكثر، وهذا واضح لكل معلم، فالمُلاحظ لكل معلم أن الطالب المرتبط بالقراءة هو الأكثر كفاءة في القدرة على التعبير والكتابة، فالمهم هو أن يدرك الطالب أن القراءة متاحة في كل وقت وفي كل مكان.
ومن الأوقات المستغلة أيضًا هو يوم المكتبة، حيث يرى بعض الطلاب أنه فرصة لاكتساب بعض وقت الفراغ أو للمشي مع أصدقائهم والتجمع في مجموعات للدردشة تحت ستار البحث عن الكتب، فلا يجب أن يقضي المعلمون أو أمناء المكتبات وقت زيارات الفصول المدرسية للمكتبة في مراقبة سلوك الطلاب، وإنما يُفضل استغلال هذا الوقت في مساعدة الطلاب على العثور على كتب ليقرأوها، وأفضل طريقة لتعليم الطلاب استغلال أوقاتهم في المكتبة هو مشاركتهم في وضع أهدافهم الخاصة لزيارة المكتبة.
أما عن أماكن القراءة فإننا لسنا بحاجة إلى أجواء مثالية للقراءة، لذا يجب إعادة النظر في فكرة رُكن القراءة، فركن القراءة يحقق هدفين وهما: إظهار أهمية القراءة للطلاب عن طريق تخصيص مكان بارز لها في الفصل، ومنح الطلاب الظروف المريحة للقراءة، ولكن يمكن تحقيق ذلك من دون المصبابيح القوية أو الكراسي الخاصَّة، فأجواء الفصل المشجعة على القراءة لا تنبع من الأثاث ومكانه بقدرِ ما تنبع من توقُّع المعلم القراءة من طلابه، فيجب توصيل فكرة أن أي مكان يمكن أن يكون مناسبًا للقراءة، سواء أكان ذلك في مترو الأنفاق أم في ركن منعزل، ويجب ألا ينتظر الطلاب الظروف المثالية للبدء في القراءة؛ فالوقت الآن، والمكان هنا.
الفكرة من كتاب الهامسون بالكتب
“يفتقر بعض الطلاب إلى الثقة في قدرتهم على تحقيق أهدافهم، لكن باستطاعتهم فعل ذلك”.. تقدِّم لنا دونالين عن طريق عرض قصتها الشخصية رؤية لما يبدو عليه برنامج القراءة الفعَّال، ومدى السهولة التي يمكن تنفيذه بها، وذلك لإيمانها بأنَّ داخل كل إنسان قارئًا كامنًا، لكنه يحتاج فقط إلى من يُحيي هذا القارئ فيه، فتقدِّم التفاصيل العملية لبرنامج قراءة مستقل يناسب الأطفال، وتوضِّح كيف يمكن لأي معلم الإنصات بذكاء لطلابه والرد عليهم، والوصول بهم إلى تكوين علاقة حقيقية مع القراءة.
مؤلف كتاب الهامسون بالكتب
دونالين ميلر Donalyn Miller: معلِّمة لغة ودراسات اجتماعية، حصلت على جوائز تعليمية كثيرة منها: معلمة العام لمنطقة تكساس، وجائزة إدموندج، وشاركت في تأسيس مدونة نادي نيردي للكتاب، والتي توفر الإلهام اليومي وترشيحات الكتب والموارد والنصائح عن تربية القراء الصغار وتعليمهم.
تشغل حاليًّا منصب سفير الدعوة في مجال القراءة المدرسية، ومن أبرز مؤلفاتها: القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة.