الاهتمام بالأبوّة
الاهتمام بالأبوّة
على الأب أن يهتم بالضروريات التي تساهم في ضبط نفسه وسلوكه، وأن يهتم بتطوير ذاته ويهتم بالعمل والتعامل الحسن والانضباط، فكلّما كان سلوكه مستقرًّا وثابتًا، كان خير قدوة لأولاده.
وعليه أن يراقب سلوكياتهم وتصرفاتهم وينظر إلى دائرة أصحابهم كي لايبتعدوا عن عوائلهم ويضيعوا وسط صحبة السوء! أمّا إذا كان الأبناء في مرحلة مراهقة فمن الأفضل أن تكون المراقبة بشكل غير مباشر وفجّ، لكي لا يلجؤوا إلى الخداع والكذب .
ومثلما يتوقع الأب من ابنه أشياء عديدة، كذلك فإن الطفل يتوقع من والده أشياء أكثر، مثل توقعه أن والده يمتلك ما يكفي من العدل والمساواة، فالطفل حساس لأقل كلمة وتصرف، ويريد أن يرى أباه وفيًّا مضبطًا، وهو أيضًا يتوقع من والده الملاطفة والحنان، فالطفل بحاجة إلى من يستوعبه ويصبر عليه، وأن يبتعد عن الغلظة والخشونة، وهذا يتم عندما يجمع الوالد بين التعاطف والحسم.
إن حاجات الطفل من والده لا تنتهي، فهو يحتاج أيضًا إلى المداواة والصفح، لكي يطرح مشكلاته بجرأة ويعترف بخطئه، ولكن للصفح حدود، فيجب أن يعلم الطفل ذلك حتى لا يتمادى، فإذا أراد الوالد أن يستخدم القوّة مع ولده لا بد أن تكون هذه القوة بشروط، كأن يكون الهدف منها خدمة الطفل بالفعل، وأن تتناسب مع قدرة الطفل واستيعابه، وأن يكون الهدف منها بناء شخصيته، وأن يتخللها المدح والتشجيع، لأنه إذا تم تخويف الطفل بشدة سيشعر بالقلق والاضطراب وربما تضعف شخصيته وتتحطّم بل وسيكرر الأخطاء بشكل سرّي.
فإذا اضطر الأب إلى اللجوء للعقاب، لا بد أن ينتبه لعدد من النقاط وهي: أن يقوم العقاب على ضوابط مدروسة وواضحة، وأن يتم ضبط النفس قبل ممارسة العقاب، وأن يكون على أخطاء كبيرة ومتناسبًا مع الذنب، ويفضل إظهار العواطف للطفل بعد تنفيذ العقاب لكي يستفيد ويميل قلبه لكسب ود والديه، وإياكم والعقاب المضاعف أو الترصّد للطفل فور ارتكاب أي خطأ.
الفكرة من كتاب دور الأب في التربية
تحتاج الأبوّة إلى الموازنة ما بين الحزم وإظهار العواطف والحنان، وهي عالم مليء بالمسؤوليات والتنازلات والتضحية، ولكن.. هل كلّ والد يُعتبر جديرًا بهذا اللقب فعلًا؟
هذا ما سيوضحه لك الكتاب، بالإضافة إلى أنه سيكشف لك كثيرًا من أسرار الأبوة السويّة وأساليبها.
مؤلف كتاب دور الأب في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”دور الأم في التربية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.