وظائف أبويّة
وظائف أبويّة
لا يخفى علينا وجود التزامات ضرورية في الحياة تقع على عاتق الأب، فالحياة الأسرية تحتاج إلى النظام، والأب هو القائد في منزله وهو الذي يتخذ القرارات، وتقع عليه مسؤولية البناء الفكري، بالإضافة إلى أنه هو الذي يحدد لأبنائه علاقاتهم داخل المنزل وخارجه ويراقب ويهتم لكي يحافظ على انضباط الأسرة، كما أن عليه تلبية الحاجات الحياتية الجسمية التي تتمثل في الطعام والملبس والنظافة والراحة، والحاجات العاطفية التي تشمل الحب والاحترام، والحاجات النفسية التي تتمثل في الدعم والأمان وعزة النفس، والحاجات الاجتماعية التي تشمل الصداقات والمشاركة في الحياة والمجتمع،
فالأبناء ينتظرون جهد آبائهم في تلبية وتوفير كل هذا، وبالتأكيد فإن الله تعالى جعل ثواب ذلك عظيمًا، وما من سعي يذهب سدى، فنحن نعلم أن المسؤولية ثقيلة ولكن أجرها عظيم، فما دام الشخص قد قرر أن ينشئ بيتًا، فعليه أن يعرف كيف يحتوي هذا البيت جيّدًا، لأن الطفل يعتبر والده هو ملاذه والمسؤول عن حمايته في جميع أموره، ويريد الطفل أن ينعم بأحضان والده لا أن ينكرها ويهابها.
فالتربية حق للطفل، ووظيفة الأب ليست الإنفاق عليه وتأمين حاجاته فقط، بل وتربيته أيضًا، حتى يصبح ملتزمًا نافعًا في المجتمع، فالتربية بذاتها هدف لا بد أن يضعه الأب نصب عينيه، ولا بد أن يتعلّم كيف يتعامل مع طفله وكيف يؤثر فيه بالأسلوب الذي يتماشى مع شخصيته، وفي عصرنا الحالي ازدادت التربية صعوبة وسط الملهيات والفتن والرفاهيات والتحرر الزائد، فأصبح الأب مثقل الكاهل بانتباه وحذر مفرطين، ولكن هذا لا يعني أن يتنصل من أي حق لطفله، فالطفل له حق التربية والتعليم والاهتمام بالذكاء والعقل ورفعة الأخلاق والهمم.
وعلى كلّ حال فالابن بدوره مدين لوالده على هذا الجهد العظيم وعليه أن يقدّر هذا الكدّ والتعب.
الفكرة من كتاب دور الأب في التربية
تحتاج الأبوّة إلى الموازنة ما بين الحزم وإظهار العواطف والحنان، وهي عالم مليء بالمسؤوليات والتنازلات والتضحية، ولكن.. هل كلّ والد يُعتبر جديرًا بهذا اللقب فعلًا؟
هذا ما سيوضحه لك الكتاب، بالإضافة إلى أنه سيكشف لك كثيرًا من أسرار الأبوة السويّة وأساليبها.
مؤلف كتاب دور الأب في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”دور الأم في التربية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.