أدوار ثانوية
أدوار ثانوية
إذا نشأ الطفل يتيم الأب أو كان والده غائبًا عنه، سيكون على أمه أن تتولى هذا الدور، أي ستجمع ما بين العاطفة والانضباط، وعليها في هذه الحالة أن تؤكد لطفلها أنها ستبذل ما في وسعها لتكون له خير سند وعون، فعلى الرغم من أن غياب الوالد أمر مؤلم لقلوب الأطفال، فإن حنان الأم مع الأيام سيملأ هذا الفراغ.
والأم أيضًا يقع على عاتقها دور المعلّم، بل هي أفضل معلم لطفلها، ودورها مضاعف عن المعلّمين في المدرسة، فكلّ أمّ تستطيع التأثير في عملية تعليم طفلها، مع اعتبار ثلاثة شروط: الاطلاع والاستعداد لبرامج التدريس، ومعرفتها بطفلها وتوقعاته وميوله وأفكاره الذهنية، وسعيها إلى توفير السعادة للطفل ومنحه وقتها وحنانها، لعلاج أزماته.
فإذا كانت تريد مساعدته حقًّا لا بد أن تساعده كي يؤدي واجباته المدرسية ولا يهملها، وليس من الانضباط أن تؤدي هي واجباته بدلًا عنه، لأن هذا سينعكس عليه بالسلب .
كما أن للأم دورًا في توجيه الطفل للأصدقاء المهذبين، لكي يتصل معهم ويشترك في الأنشطة المختلفة دون خوف، شريطة أن تنتخب له أفضلهم وتساعده على صحبة الصادقين الصالحين.
وتُعتبر الأمّ أيضًا مدبرة لاحتياجات المنزل حسب دخل زوجها، فتوفر للطفل حاجته وتحدد له مصروفه حسب الإمكانيات، بل ورُبما تعمل بكدّ من أجله، وليس عليها نعت الأب بالتقصير أو الفقر أمام أولادها أبدًا، فهذا يؤدي إلى عواقب وخيمة من ناحية مشاعر الطفل لأبيه.
ومن المسؤوليات التي تتولّاها الأمّ كذلك، تعليم أبنائها المسؤولية، وإرشادهم ليكونوا مسؤولين منذ السنوات الأولى، كأن يساهموا في ترتيب الكتب، وسقاية الزرع، وإطعام حيوان.
ومع ذلك فكونها أمًّا لا يعني أن تكون بلا أخطاء أو زلّات، ولكن تداركها السريع للخطأ يُحسّن من جودة تربيتها.
الفكرة من كتاب دور الأم في التربية
الأم هي أساس البيت، فعلاقتها بزوجها وأطفالها تضفي على البيت قدرًا لا يُستهان به من الأمان والطمأنينة، ووجودها هو الذي يمنحهم الدفء والسلامة النفسيّة، وفي هذا الكتاب رحلة سريعة وجميلة لأهم وأدق تفاصيل الأمومة والتربية السويّة للأبناء.
مؤلف كتاب دور الأم في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.