عنِ الحمل والولادة
عنِ الحمل والولادة
لا يخفى على مخلوق أهمّية فترة الحمل للأم وصغيرها، إذ إنها تحمل كائنًا في أحشائها وتشعر بالاضطراب والقلق من كلّ شيء يمكن أن يضرّه أو يؤذيه، فهو كالعضو في جسدها ويتأثر بكل شيء، وهناك عوامل كثيرة من الممكن أن تؤثر في سلامة الجنين وهي:
الأمراض، فالأم المريضة بمرض مزمن خطير قد ينتقل ذلك إلى طفلها أو يصبح لديه نقص ما، كذلك قلة المواد الغذائية، إذ يؤثر نقص الفيتامينات في عظام الطفل، والتلوث، لأن المواد السميّة في دم الأم تضرّ بصحة طفلها.
وبعد الولادة تنتقل الأم إلى مهام ووظائف أخرى لا تقلّ صعوبة عمّا قبلها، فعليها قبول هذا الطفل الذي دخل إلى عالمها، وقبوله يعني احترامه وعدم الاستهانه به وحبه أيًّا كان شكله وعدم احتقاره أو إهماله، فقد تقع بعض الأمهات في آفة التفرقة بين الولد والبنت، أو قد يُقدِّر الله لأي امرأة أن تكون أمًّا لطفل معاق، فهل يجدر بها أن تحرمه الاحترام؟ بالطبع لا..
ونحن نعلم أن أمهات المعاقين يحملن مسؤولية كبيرة تفوق أي أم تربي طفلًا طبيعيًّا، وهي بهذا تحصل ثوابًا عظيمًا بإذن الله.
كما يجب على الأم تغذية الطفل بالرضاعة منذ ولادته، فالتغذية من صدر الأم تساهم في سلامته الجسدية والنفسيّة أيضًا لأنه يشعر بالطمأنينة في قربها، ومن الأفضل أن ترضع طفلها على الجانب الأيسر، فقد استنتج العلماء أن الطفل قد تعود في رحم أمه سماع دقات قلبها وصوت ضرباته، فيكون بهذا قريبًا لقلبها.
ولكن هناك حالات تضطر فيها الأم لعدم إرضاع طفلها خصوصًا إذا كانت تُعاني أمراضًا جرثومية مزمنة، أو إذا كان صدرها متورمًا ملوثًا، أو إذا كانت في حالة عصبية مؤلمة، لأن الطفل يشعر بوالدته وتؤثر صحّتها فيه، أمّا فطامه فيكون بالتدريج مراعاة لحالته النفسيّة حتى يعتاد ترك صدرها.
الفكرة من كتاب دور الأم في التربية
الأم هي أساس البيت، فعلاقتها بزوجها وأطفالها تضفي على البيت قدرًا لا يُستهان به من الأمان والطمأنينة، ووجودها هو الذي يمنحهم الدفء والسلامة النفسيّة، وفي هذا الكتاب رحلة سريعة وجميلة لأهم وأدق تفاصيل الأمومة والتربية السويّة للأبناء.
مؤلف كتاب دور الأم في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.