اشحذِ المِنشار
اشحذِ المِنشار
في النظام الفسيولوجيّ الطبيعيّ “كُلّ ما يُترك يُصيبه التحلل”، وهكذا في الواقع الاجتماعيّ وفي ما يتعلّق بالأسرة على وجه الخصوص، فإنّ الاهتمام المُنتظم بمجالات الحياة سواء بشكلٍ فرديّ أم جماعيّ بمنزلة شحذ للمنشار، هذا الاهتمام الفرديّ يكون عن طريق تناول الطعام الصحيّ مثلًا، وضبط الانفعالات مع الضغوط الخارجيّة، وبناء الصّداقات، وما إلى ذلك من ضبطٍ للحياة الشخصيّة بما يخدم النفس والأُسرة، فالقِراءة على سبيل المثال حينما يلتزم بها الأبوان، ويبدآنِ بمُشاركتها مع الأسرة، حينها تتعاون الأسرة عليها معًا، مما يفتح لهم مجالًا لمُضاعفة الترابط عن طريق النقاش، وتبادل الأفكار، وهذا يسري أيضًا على بقيّة الاهتمامات، وعلى عكسِ السّائد هذهِ الأيّام، من أنّ التقاليد تقييدٌ للأسرة، فإنّ التقاليد تعزيز للضمير الجماعيّ، والوعي الاجتماعيّ لدى الأُسرة
هذهِ الطّقوس والاحتفالات، تمنح الأفراد شعورًا بأنّهم داخِل وحدة قوية ومُتماسكة، وتعطي شعورًا بالانتماء، ويُمكن وضع تقاليد الأُسرة في أنشطة حياتيّة مُختلفة، أهمّها عشاءُ العائلة، وذلك لأن الاجتماع على مائدة الطعام في جو مَرحٍ ويدعو إلى المُشاركة لهُ طابعٌ خاصّ، والأمرُ يحتاجُ إلى عنايةٍ وإصرار، فطاوِلةُ العشاءِ بمنزلة ساحة للتعمّق الداخليّ في شتّى مجالات الحياة لدى أفراد الأُسرة الواحِدة، ومن هذه الأنشطة إجازات الأُسرة
وأيضًا الاحتفالات السنويّة، أو الاحتفالات ذات المناسبات الخاصّة، والتعلّم المُشترك، وهي المُشاركة في هواية أو اهتمام خاصّ بعضو من أعضاء الأسرة، والصلاةُ في جماعة، والعملُ المُشترك، والخِدمةُ المُشتركة، والمرحُ المُشترك، وهذه التقاليد تختلف تمامًا عن الجمود بل يُمكن التجديد فيها والإضافة عليها بشكلٍ مُستمر، لكن وجودها في حد ذاتهِ هو أصلُ الترابط، والشعور بالانتماء.
الفكرة من كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
هذا الكِتاب عرضٌ على نمط كتاب الكاتِب نفسه “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة”؛ يعرضُ فيه سبعَ عاداتٍ مُؤثرة في بناء الكيان الأُسريّ، ومواجهة التحديات المُتزايدة في زمننا المُعاصر المؤدية إلى تفكك الأُسَر وانحلالها، وقد حدد الكاتب ثلاثة أهدافٍ لهذا الكِتاب، وهي تكوين رؤية واضحة للوجهة، وتكوين خطة للطيران، وتحديد البُوصلة، وقد حاول الكاتب تحقيق هذه الأهداف عبر التعمّق الواقعيّ في حياة الأسر في عصرنا هذا، والواقع الذي تنشأ فيه
مؤلف كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
ستيفن كوفي: كاتب ومؤّلف أمريكيّ وُلِد عام 1932م، بولاية “يوتاه”، وتوفي عام 2012م، عن عُمر يناهز تسعة وسبعين عامًا، حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال بجامعة “يوتاه”، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة “هارفارد” في التخصص نفسه، وحصل على الدكتوراه من جامعة “بيرجهام يانج” تخصص التعليم الدينيّ، وهو أبٌ لتسعة أبناء، ومُديرُ مؤسسة “فرانكلين كوفي” الواقعة في مدينة “ويست فالي سيتي” الأمريكيّة، وهي مؤسسة استشارات وتدريب للمؤسسات والأفراد، لهُ العديد من المؤلفات أشهرها كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة“، وكِتاب “الأَوْلَى أولًا“.