فكِّر في المكسَب المُشترك
فكِّر في المكسَب المُشترك
إنّ العادة الرابعة من العادات السبع التي هي مَسلك الأسرة في سبيل الارتقاء بالعلائق فيها، هي التفكير في المكسب المشترك، أي تجنّب التفكير بمنطق إمّا خاسِر وإما فائز، بل يُمكن وجود فائزين بلا تعارض، هذه العادة مجموعة مع العادتين الخامسة والسادسة التالي ذِكرهما بمنزلة مزيجٍ سحريّ لإيجاد الحلول، والابتكار في التعامل مع المُشكلات الأُسريّة، بالتأكيد لا أحد يُحبّ الخسارة، غير أن الآثار المُترتبة على التعامل بنظرية الفائز والخاسر تنتج عنها مُضاعفات أكثر بكثير، خصوصًا على بنك العواطف السابق ذِكره في العادة الأولى، وتزيد من المُشاحنات والنقد الدائم بشكلٍ قد يفوق قدرة الطرف الآخر على التحمُّل، وتحصُل في النهاية خسارة مُشتركة للطفل والوالدين
إذ تنشأ بينهم علاقة معتمدة على التلاعب لا على الثِقة، لذا يجب تحويل الدّفة من التركيز على وجهة الأنا إلى التركيز على وجهة الجَمع و”نحن”، وأن يكون الاهتمام متبادلًا، فقيمة شعور الفرد مساوية لقيمة شعور الفرد الآخر، لأنّ روح الأسرة متمثلة في روح الجماعة، ولُبّ نجاح الزواج وتكوين الأُسرة هو التخلّص من الفردانيّة والأنا، والتفكير في المكسب المُشترك هو مجالٌ للإبداع في إيجاد روح المكسب في تفاعلات الأسرة اليوميّة، وعلى الوالدين تحديدًا أن يضعا في الاعتبار أمرًا في غاية الأهميّة، وهو أنّ في عمليّة التربيّة لا يُشترط أن ما يُسبب للأطفال السعادة عكس ما يسبب لهم الحُزن، بمعنى أنّ توافر الدعم والتشجيع والتفهّم سيجعل الأطفال سعداء،
لكن إن فقدوها فلن يبكوا، لكنّهم لن يكونوا سعداء، وهذا يحتاج إلى الكثير من النضج والإدراك لدى الوالِدَين، ويُمكن تحقيق هذا المبدأ من خلال جعل الأطفال يكسبون الأشياء البسيطة، أمّا في ما يتعلق بالأشياء الكبيرة، فيمكن التفاعل معهم بها، ويُمكن أيضًا قلب التنافس في حالة حدوث الخسارة، والتركيز على الجانب الإيجابيّ والمكسب الحاصِل من هذه الخسارة
الفكرة من كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
هذا الكِتاب عرضٌ على نمط كتاب الكاتِب نفسه “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة”؛ يعرضُ فيه سبعَ عاداتٍ مُؤثرة في بناء الكيان الأُسريّ، ومواجهة التحديات المُتزايدة في زمننا المُعاصر المؤدية إلى تفكك الأُسَر وانحلالها، وقد حدد الكاتب ثلاثة أهدافٍ لهذا الكِتاب، وهي تكوين رؤية واضحة للوجهة، وتكوين خطة للطيران، وتحديد البُوصلة، وقد حاول الكاتب تحقيق هذه الأهداف عبر التعمّق الواقعيّ في حياة الأسر في عصرنا هذا، والواقع الذي تنشأ فيه.
مؤلف كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
ستيفن كوفي: كاتب ومؤّلف أمريكيّ وُلِد عام 1932م، بولاية “يوتاه”، وتوفي عام 2012م، عن عُمر يناهز تسعة وسبعين عامًا، حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال بجامعة “يوتاه”، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة “هارفارد” في التخصص نفسه، وحصل على الدكتوراه من جامعة “بيرجهام يانج” تخصص التعليم الدينيّ، وهو أبٌ لتسعة أبناء، ومُديرُ مؤسسة “فرانكلين كوفي” الواقعة في مدينة “ويست فالي سيتي” الأمريكيّة، وهي مؤسسة استشارات وتدريب للمؤسسات والأفراد، لهُ العديد من المؤلفات أشهرها كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة“، وكِتاب “الأَوْلَى أولًا“.