أخلاقيات البحث والنشر العلمي
أخلاقيات البحث والنشر العلمي
ينبغي للباحث أن يلتزم في عمله بأخلاقيات البحث العلمي، وهي مجموعة من الضوابط والقواعد وأهمها أن نعامل الناس كما نحب أن يُعاملونا. وهي مهمة لأنها تخدم هدف البحث العلمي في الوصول إلى الحقيقة وتصحيح الأخطاء إذ تُلزم الباحثين بالأمانة والمصداقية، ولأن البحث العلمي عمل جماعي وتُبنى فيه الأفكار الجديدة على تراكم المعرفة السابقة. وعدم الالتزام بقواعد البحث وأخلاقياته يمكن أن يُهدد حياة الناس ويعرضهم للخطر، كما يمكن أن يُحدث مثلًا إن صُنع دواء بناء على أبحاث غير دقيقة، وبالنسبة إلى الباحث فإن مخالفته للقواعد تترتب عليها عقوبات تصل إلى حرمانه من عمله، والالتزام بها يمنحه سمعة طيبة وتقديرًا من المجتمع العلمي.
ومن أهم القيم التي ينبغي أن تكون لدى الباحث: الأمانة، والحيادية في عرض بحثه وتقييم أبحاث الآخرين، والحرص والدقة، واحترام الملكية الفكرية. ومن أشهر المخالفات التي قد يرتكبها الباحثون: السرقة الأدبية Plagirism، وتكرار النشر، وتزوير النتائج، والتعدي على حق الآخرين في التأليف Authorship، ومخالفة الأخلاقيات في الأبحاث التي تُجرى على البشر ومنها الشفافية وتقليل المخاطر وعدم استغلال فئات خاصة، وكذلك الأبحاث التي تُجرى على الحيوانات ومن قواعدها ألا يكون من الممكن استبدال الحيوانات بشيء آخر كخلايا في المعمل، وتقليل عددها، والرفق بها، ومنحها حياة صحية آمنة.
وحينما يسير الباحث وفق الطريقة العلمية التي ذكرناها من قبل ملتزمًا بأخلاقيات البحث العلمي، يكون بحثه مناسبًا للنشر العلمي، ولكن لماذا تنشر؟ لأنه إن لم تنشر نتائج بحثك فلن يستفيد أحد منها، وإن اكتفيت بكتابتها على موقعك الخاص مثلًا فلن يثق أحد بها إذ لم يراجعها متخصصون آخرون، والنشر يكون لإفادة المجتمع العلمي بالأساس، وليس فقط للتفاخر أو للترقية، وحينما ينتفع الناس ببحثك ستنال نصيبك من ذلك وإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة بإذن الله. أما موعد النشر فيكون حين تصل إلى إجابة لسؤال بحثك وبالتزامن مع موعد إتمام رسالتك في الدراسات العليا أو مواعيد المؤتمر أو المجلة التي تختار النشر فيها بناء على مُعامل تأثيرها Impact Factor وظهورها في قواعد البيانات. ولكن الكتابة تبدأ مع بدء العمل على البحث، فتسجل أفكارك طول الرحلة ليسهل عليك تحرير ورقة بحثية في النهاية. ومن أنواع الأوراق البحثية: أوراق المراجعة، والتحسين التدريجي، والمساهمة السلبية التي تُبين أسباب فشل تجربة معينة مثلًا، والاكتشافات العلمية التي تحصد جوائز قيمة عادة.
الفكرة من كتاب أساسيات البحث العلمي
يأخذنا الكتاب في رحلةٍ ثرية نفهم فيها معنى البحث العلمي ونرى كيف بدأت حكايته، ونفهم الطريقة العلمية، ونتعرف على النشر العلمي وكيفية كتابة الأوراق البحثية، مع نصائح كثيرة تُمهد الطريق لمن يريد أن يبدأ رحلته البحثية ويبحث عن التحفيز والإرشاد والأمل، حتى يكون باحثًا ناجحًا ومتميزًا.
مؤلف كتاب أساسيات البحث العلمي
مجموعة من المؤلفين من مؤسسة علماء مصر، وهم: أحمد حسن، أحمد ماضي، أحمد نجا، أسامة سيد، أمجد أبو جبارة، إسلام حسين، خالد الأشموني، رشا سليمان، محمد زهران، معتز عطا الله.
مع تنسيق ومراجعة: فهد محمد، جهاد الديباني، هند الحاوي، إيمان بخيت، مروة العتربي.
ومؤسسة علماء مصر هي مؤسسة تنموية مستقلة غير ربحية تضم مجموعة متنوعة من العاملين في البحث العلمي والصناعة ومجالات أخرى، وتسعى إلى إحداث طفرة علمية ونهضة تنموية شاملة مركزها مصر وتمتد إلى كل الشعوب، بنشر الوعي العلمي والمهارات البحثية والفكر التنموي وروح العمل التطوعي، وبتعزيز التبادل المعرفي والتعاون بين الكفاءات والخبرات العلمية في مصر وخارجها، وشعارها “لأن كل عقل يفرق”.