عن الطريقة العلمية
عن الطريقة العلمية
طريق البحث العلمي هو طريق وعر معقد فيه عقبات وصعوبات، لكنه ممتع وذو نهايةٍ مضيئة، أو لا نهاية له، فكلما سرنا فيه فُتحت لنا أبواب جديدة. وفي بداية سيرك فيه، ربما تواجه قدرًا من الارتباك والتشوش، لكنه أمر طبيعي. ولعلك تتساءل ما تعريف البحث العلمي؟ يمكننا القول إنه عملية هدفها البحث عن حلٍّ لمشكلة أو إجابةٍ عن سؤال، من خلال خطوات دقيقة ومدروسة تتبع الطريقة العلمية، ويمكن أن يكون بحثًا أساسيًّا ليس له تطبيق مباشر في حياة الناس، أو بحثًا تطبيقيًّا يحاول حل مشكلة يواجهها الناس في يومهم، وكلاهما مهم. ومن سِمات البحث العلمي أنه محركٌ للابتكارات، ويتحرك بسرعة عالية نحو أهدافٍ محددة، وأنه دقيق وموثوقٌ به وقابل للتكرار، ومبني على فرضيات، وموضوعي غير متحيز، وعالَمي وتتوارثه الأجيال.
والمقصود بالطريقة العلمية اتباع مجموعة من الخطوات نتأكد بها من صحة استنتاجاتنا، وتلك الخطوات تبدأ برصد ملاحظة معينة، وتحديد المشكلة ومجالها، ثم تحديد أهداف البحث وأسئلته، والعالِم هو من يُحسن طرح الأسئلة، وذلك في بيان المشكلة البحثية الذي ينبغي أن يكون وثيق الصلة بالمشكلة التطبيقية كموضوعٍ لم يُطرح من قبل أو كانت نتائجه السابقة متناثرة أو متناقضة، وأن يكون واقعيًّا يمكن تحقيقه وأيضًا مشوقًا، ثم يبدأ جمع المعلومات بمراجعة الأبحاث المنشورة وغيرها من المصادر ذات المصداقية والسمعة الحسنة والمراجَعة من المتخصصين، ثم توضع الفرضية التي سيُبنى عليها البحث ويمكن أن تُلخص في جملة تبدأ بإذا وتنتهي بسوف، وينبغي أن تكون قابلة لاختبار صحتها بناء على معايير مثل توافر الوقت والمهارة، ثم تُحدَّد منهجية البحث وتُنفَّذ التجارب، ثم تُجمع بيانات النتائج ويتم تحليلها، وقد نجد أخطاء منهجية أو عشوائية أو بسبب السهو فنتقبلها ونحاول تصحيحها، ثم نفسر النتائج ونقارنها بفرضيتنا ونضع الاستنتاج النهائي، ثم نشارك ما توصلنا إليه مع الآخرين في المجتمع البحثي.
وبعض الأبحاث لا تسبق غيرها بخطوات واسعة Zero-Step ahead ولكن تُقدم تحسينات تدريجية، وبعضها يسبق بخطوة واحدة One-Step ahead فيعمل على مشكلاتٍ جديدة ويُقدم لها حلولًا جديدة في منافسة بين الباحثين، وبعض الأبحاث ربما يسبق بعشر خطوات Ten-Step ahead وتُطرح فيها مشكلات جديدة تستشرف المستقبل ولم يسبق الانتباه لها مع حلولٍ لها.
الفكرة من كتاب أساسيات البحث العلمي
يأخذنا الكتاب في رحلةٍ ثرية نفهم فيها معنى البحث العلمي ونرى كيف بدأت حكايته، ونفهم الطريقة العلمية، ونتعرف على النشر العلمي وكيفية كتابة الأوراق البحثية، مع نصائح كثيرة تُمهد الطريق لمن يريد أن يبدأ رحلته البحثية ويبحث عن التحفيز والإرشاد والأمل، حتى يكون باحثًا ناجحًا ومتميزًا.
مؤلف كتاب أساسيات البحث العلمي
مجموعة من المؤلفين من مؤسسة علماء مصر، وهم: أحمد حسن، أحمد ماضي، أحمد نجا، أسامة سيد، أمجد أبو جبارة، إسلام حسين، خالد الأشموني، رشا سليمان، محمد زهران، معتز عطا الله.
مع تنسيق ومراجعة: فهد محمد، جهاد الديباني، هند الحاوي، إيمان بخيت، مروة العتربي.
ومؤسسة علماء مصر هي مؤسسة تنموية مستقلة غير ربحية تضم مجموعة متنوعة من العاملين في البحث العلمي والصناعة ومجالات أخرى، وتسعى إلى إحداث طفرة علمية ونهضة تنموية شاملة مركزها مصر وتمتد إلى كل الشعوب، بنشر الوعي العلمي والمهارات البحثية والفكر التنموي وروح العمل التطوعي، وبتعزيز التبادل المعرفي والتعاون بين الكفاءات والخبرات العلمية في مصر وخارجها، وشعارها “لأن كل عقل يفرق”.