كيف بدأت الحكاية؟
كيف بدأت الحكاية؟
بدأت حكاية البحث العلمي منذ زمن بعيد، كانت له فيها أشكالٌ مختلفة حتى وصل إلى ما هو عليه في عصرنا مع قواعده وأخلاقياته، لكن جوهره لم يتغير، فالبشر كانوا وما زالوا شغوفين بالاستكشاف وطرح الأسئلة والبحث عن المعرفة، ووسيلتهم في ذلك البحث العلمي بمراحله الفطرية وهي رؤية الظواهر والتساؤل ثم الرصد والمراقبة ثم إجراء التجارب بجمع عناصر مختلفة من البيئة المحيطة. وللبحث العلمي في حياتنا آثارٌ كبيرة ومهمة، منها بناء مجتمعات قوية، واستقلال الأمم عن التبعية، والتعاون بين الشعوب، وإعمار الأرض، وتحسين حياة الناس وصحتِهم، واستشراف المستقبل، والابتكار والإبداع.
وحين ننظر إلى التاريخ، نجد أن البحث العلمي كان موجودًا في الحضارة المصرية القديمة التي تُعد أول حضارة دونها التاريخ، وبرع أهلها في الرياضيات والفلك واستعملوا علمهم في مواجهة مشكلات مثل فيضان النيل، وكانت بعدها حضارات في الهند والعراق، وفي اليونان التي تميزت بإضافة العلوم الفلسفية وعلوم المنطق واستعمال التفكير العلمي والقياس والملاحظات، لكنها افتقرت إلى اختبار الفرضيات التي تفسر الظواهر الطبيعية. ثم جاءت الحضارة الإسلامية التي اعتمد علماؤها على التطبيق والتجربة أكثر من النظريات، ومنهم البيروني الذي وضع مبدأ تكرار التجربة لتأكيد النتائج، وغيره من الرواد. ثم كانت الحضارة الأوروبية التي بدأت نهضتها العلمية بترجمة العلوم من الحضارة اليونانية (الإغريقية) والحضارة الإسلامية، ومن علمائها جاليليو وفرانسيس بيكون الذي طور منهجية البحث العلمي. والآن نعيش في الحضارة الحديثة بما فيها من تخصصات دقيقة ومتداخلة وآلات وتكنولوجيا معقدة، مع تبادل الأفكار حول العالم من خلال النشر العلمي ومراجعة الأقران، وقواعد وأخلاقيات بإشراف من منظمات دولية. ما الذي يحمله المستقبل؟ لا أحد يدري بدقة، لكن ثمة اتجاهًا إلى الحفاظ على البيئة والاستدامة من خلال مجالات مثل الطاقة وعلوم النانو والعلوم الطبية، لكن هذا لا يعني أن هناك مجالات أهم من غيرها، أو أن الطب أهم من الأدب، فكل المجالات مهمة لبناء الحضارة.
الفكرة من كتاب أساسيات البحث العلمي
يأخذنا الكتاب في رحلةٍ ثرية نفهم فيها معنى البحث العلمي ونرى كيف بدأت حكايته، ونفهم الطريقة العلمية، ونتعرف على النشر العلمي وكيفية كتابة الأوراق البحثية، مع نصائح كثيرة تُمهد الطريق لمن يريد أن يبدأ رحلته البحثية ويبحث عن التحفيز والإرشاد والأمل، حتى يكون باحثًا ناجحًا ومتميزًا.
مؤلف كتاب أساسيات البحث العلمي
مجموعة من المؤلفين من مؤسسة علماء مصر، وهم: أحمد حسن، أحمد ماضي، أحمد نجا، أسامة سيد، أمجد أبو جبارة، إسلام حسين، خالد الأشموني، رشا سليمان، محمد زهران، معتز عطا الله.
مع تنسيق ومراجعة: فهد محمد، جهاد الديباني، هند الحاوي، إيمان بخيت، مروة العتربي.
ومؤسسة علماء مصر هي مؤسسة تنموية مستقلة غير ربحية تضم مجموعة متنوعة من العاملين في البحث العلمي والصناعة ومجالات أخرى، وتسعى إلى إحداث طفرة علمية ونهضة تنموية شاملة مركزها مصر وتمتد إلى كل الشعوب، بنشر الوعي العلمي والمهارات البحثية والفكر التنموي وروح العمل التطوعي، وبتعزيز التبادل المعرفي والتعاون بين الكفاءات والخبرات العلمية في مصر وخارجها، وشعارها “لأن كل عقل يفرق”.