دور المعلم والمدرسة في تنمية الذكاء الوجداني للطفل، والعوائق التي تقف أمام ذلك
دور المعلم والمدرسة في تنمية الذكاء الوجداني للطفل، والعوائق التي تقف أمام ذلك
في البيئة المدرسية، يقع على المعلم كثير من الضغوط، وكذلك الطالب نجد عنده خوفًا وعدم قبول للمدرسة، وبهذا تتحول البيئة المدرسية إلى عائق أمام تنمية الذكاء الوجداني للطفل، ويقترح الكتاب نموذجًا تتحول به المدرسة والمعلم من عائق إلى عوامل مساعدة في تنمية الذكاء الوجداني للطفل،
ويتمثل هذا النموذج في مراجعة المعلم لسلوكياته داخل الفصل وردود أفعاله تجاه الأطفال ثم يبدأ في تدوينها، وبعد ذلك يتأمل ويتفكر في مدى صحتها أو حاجتها إلى التعديل، ومن عملية المراجعة والتفكر قد يتوصل المعلم إلى ملاحظة مفادها أن سلوكياته وردود أفعاله يسيطر عليها الجانب الاندفاعي والضغوط، فيبدأ في البحث عن سلوكيات بديلة ويتابع مدى التزامه بها في المرات القادمة، ويستمر هكذا في المراجعة والتفكر والتعديل والتقييم حتى يضمن أن ما يتحكم في سلوكياته العقل وليس الاندفاع.
ولتنفيذ عملية المراجعة هذه يمكن استخدام طريقة الـ ABC، إذ يشير الـA إلى ما قبل السلوك |
Antecedence، وهنا يطرح المعلم على نفسه مجموعة من الأسئلة وهي: ماذا حدث قبل السلوك؟ كيف كان شعورك؟ وكيف فكرت؟ ماذا فعلت؟ وماذا كنت تريد؟ هل كنت متضايقًا من شيء ما؟
وحرف الـB إلى السلوك | Behavior، وهنا يطرح المعلم على نفسه مجموعة إضافية من الأسئلة وهي: ماذا حدث بالفعل؟ وماذا قلت أو فعلت؟ وماذا قال الطلاب أو فعلوا؟
وحرف الـC إلى ما بعد السلوك | Consequences، وهنا يطرح المعلم على نفسه سؤالًا وهو: ماذا كانت نتيجة سلوكي على المديين القريب والبعيد؟
وهذا الاهتمام الكبير بالمعلم ومدى موافقة سلوكياته للعقل وبُعدها عن الاندفاعية يأتي لما له من دور كبير في تنمية عناصر الذكاء الوجداني للأبناء، وهذا الدور يتمثل في: تنمية الوعي بالذات والآخرين، وتنمية إتقان تحمل المسؤولية، وتقدير الاستقامة والأخلاق.
ومما يعيق تنمية الذكاء الوجداني للأطفال:
إهانة شخصية الطفل، والتشدد في التربية، وعمل ما يستطيع الطفل فعله لنفسه، وعدم مشاركة الطفل في ألعابه، والنقد الهدام للطفل، ومدح قدرات الطفل وليس مجهوداته، والسخرية من الطفل، وتكليف الطفل بما يفوق طاقته، والعقاب المبالغ فيه عند الخطأ.
وللتغلب على هذه المعوقات، يمكن فعل الآتي:
بث الثقة في نفس الطفل والاحتفاء بإنجازاته، وتنمية شعور احترام الذات وتقديرها لدى الطفل، وتعليم الطفل كيف يتعامل مع أخطائه وأنها ليست نهاية العالم، وتشجيعه على التحلي بروح المغامرة، وتوفير فرصة الاعتناء بنبتة أو حيوان أليف للطفل.
الفكرة من كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
هذا الكتاب واحد من سلسلة البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة ويختص بتنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات لدى الأطفال، وهنا تكمن أهمية الكتاب.
فما من أسرة إلا وتسعى إلى أن يكون طفلها أذكى الأطفال وأكثرهم تفوقًا وأعلاهم درجات، ولكن من يفكر في الجانب العاطفي والوجداني لدى الطفل أو يلقي له بالًا؟ ذلك على الرغم من أهمية هذا الجانب لتنمية مهارات الطفل في الوعي بذاته وفهمها وكيفية التعامل مع مشاعره ورغباته والتحكم فيها، وكذلك فهم الآخرين ومراعاة مشاعرهم وتجنب إيذائهم وإنشاء علاقات جيدة معهم.
وما نرجوه من طرح هذا الكتاب أن يدخل الذكاء العاطفي والوجداني في إطار اهتمام الأسر ويرشدهم إلى طرق تنميته لدى أبنائهم.
مؤلف كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
سعد رياض: استشاري نفسي وتربوي، حاصل على الدكتوراه في علم النفس عام 2002م بمرتبة الشرف الأولى في القياس والتقويم والعلاج النفسي،كما حصل على ليسانس آداب في علم نفس عام 1992م من جامعة المنصورة، ودرجة الماجستير أيضًا في علم النفس عام 1998م بتقدير ممتاز من جامعة طنطا، ودبلومة علم النفس الإكلينيكي عام 2000م بتقدير ممتاز من جامعة المنصورة.
من مؤلفاته:
أسعد بنت في العالم.
كيف نحبب القرآن لأبنائنا؟ (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن).
فن الحوار مع الأبناء.