تنمية الذكاء الوجداني لدى الطفل
تنمية الذكاء الوجداني لدى الطفل
أكثر ما يُحتَاج إليه لتنمية الذكاء الوجداني لدى الأطفال تنمية قدرتهم على مساعدة ذواتهم، فمن الممكن تنمية جانب مساعدة الذات عند الأطفال من خلال تشجيع الطفل على إطعام نفسه وتغيير ملابسه وغسل يديه وأسنانه وترتيب أدواته ووضعها في أماكنها وكذلك إشراكه في أعمال المنزل.
ولا بد من التدرج في مدى اعتماد الطفل على نفسه خلال أداء هذه الأعمال حسب المرحلة العمرية، فابدأ بمساعدته وتعليمه ثم توجيهه وبعدها اتركه ليفعلها معتمدًا على نفسه بالكامل، وساعده إذا احتاج إلى ذلك فقط.
والآن، سننتقل إلى الحديث عن مراحل تنمية الذكاء العاطفي لدى الأبناء..
يمر النمو العاطفي لدى الطفل بعدة مراحل تُقَسَّم حسب المرحلة العمرية كالتالي:
أول مرحلة: من الولادة حتى 18 شهرًا، والهدف الأساسي لهذه الفترة هو تنمية مشاعر الثقة والأمان بين المربي والرضيع.
ثاني مرحلة: ما بين 12 و15 شهرًا، في هذه الفترة يكون الطفل قد تعلق بمن يقومون على تربيته ويبدو عليه القلق في أثناء وجوده مع الغرباء، ومما يمكن تقديمه إلى الطفل في هذه الفترة الصبر في تعليمه وتشجيعه على أبسط الأفعال وترك الفرصة له ليخطئ، ومن ثم توجيهه إلى التعلم من أخطائه.
ثالث مرحلة: ما بين سنة ونصف حتى ثلاث سنوات، وفي هذه الفترة يبدأ الطفل في الشعور باستقلاليته عن الآخرين وتنشأ لديه قدرة التمييز بين الصواب والخطأ وقدرة التعبير عما يشعر به،
والتعامل مع الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى قضاء وقت كافٍ مع الطفل، ومخاطبة الطفل بمراعاة سنه وليس سنك.
رابع مرحلة: ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، وفي هذه المرحلة تتطور المهارات الاجتماعية لدى الطفل، ويزداد فهمه لنفسه وللآخرين، وتعد هذه المرحلة من أخطر المراحل في تشكيل شخصية الطفل،
فحاول خلالها أن تعلم الطفل الحرية في التعبير، واستقلالية شخصيته، وعلمه ما استطعت من القدرات الوجدانية، واحذر من متابعة الكارتون والبث الإعلامي غير المقنن لما له من تأثير سلبي بالغ في النمو الوجداني للطفل.
خامسًا: ما بين ست واثنتي عشرة سنة؛ يتعلم الطفل خلال هذه المرحلة ضوابط الأعمال، واحرص على تكليفه بأعمال تتناسب مع قدراته، ولا تقارن بين الطفل والآخرين، وعلمه الصلاة، وكذلك يمكن أن تعلمه إحدى الحِرَف لأنها تساعد على تكوين شخصية مستقلة للطفل.
الفكرة من كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
هذا الكتاب واحد من سلسلة البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة ويختص بتنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات لدى الأطفال، وهنا تكمن أهمية الكتاب.
فما من أسرة إلا وتسعى إلى أن يكون طفلها أذكى الأطفال وأكثرهم تفوقًا وأعلاهم درجات، ولكن من يفكر في الجانب العاطفي والوجداني لدى الطفل أو يلقي له بالًا؟ ذلك على الرغم من أهمية هذا الجانب لتنمية مهارات الطفل في الوعي بذاته وفهمها وكيفية التعامل مع مشاعره ورغباته والتحكم فيها، وكذلك فهم الآخرين ومراعاة مشاعرهم وتجنب إيذائهم وإنشاء علاقات جيدة معهم.
وما نرجوه من طرح هذا الكتاب أن يدخل الذكاء العاطفي والوجداني في إطار اهتمام الأسر ويرشدهم إلى طرق تنميته لدى أبنائهم.
مؤلف كتاب البناء النفسي للطفل في البيت والمدرسة – تنمية المهارات الوجدانية وإدارة الذات
سعد رياض: استشاري نفسي وتربوي، حاصل على الدكتوراه في علم النفس عام 2002م بمرتبة الشرف الأولى في القياس والتقويم والعلاج النفسي،كما حصل على ليسانس آداب في علم نفس عام 1992م من جامعة المنصورة، ودرجة الماجستير أيضًا في علم النفس عام 1998م بتقدير ممتاز من جامعة طنطا، ودبلومة علم النفس الإكلينيكي عام 2000م بتقدير ممتاز من جامعة المنصورة.
من مؤلفاته:
أسعد بنت في العالم.
كيف نحبب القرآن لأبنائنا؟ (مهارات تربوية في تحفيظ القرآن).
فن الحوار مع الأبناء.