الفيروسات حديثة للظهور
الفيروسات حديثة الظهور
والمقصود ظهور مرض مُعدٍ ينتج عن فيروس جديد تمامًا، وتتوقَّف عوامل تفشِّي الأمراض المُعدية على أمور عدة من بينها فترة حضانة الفيروس (الفترة بين العدوى وظهور الأعراض)، وطريقة الانتشار سواء من خلال التنفس أو الطعام أو التلامس الجلدي، كذلك العوامل السلوكية من سفر وعادات غذائية معينة من العائل تسهم في تلك الأوبئة وأحيانًا إلى جوائح، ويتحدث العلماء عن أن تلك الفيروسات حديثة النشأة هي ليست فيروسات جديدة كليًّا، وإنما هي موجودة بالفعل منذ سنوات وحدث لها طفرات وتطورات جينية أكسبتها بعض الخصائص الجديدة التي تصعب مقاومتها عند الانتشار كفيروس إنفلونزا الخنازير؛ وتكون نتيجة إصابة خلية واحدة بفيروسي إنفلونزا موسمية يحملان جين H وجين N (جينان يساعدان الفيروس على اختراق الخلية) مختلفين، وبالتالي حدث تجمعات جديدة في أثناء التكاثر الفيروسي ونشأ عن تلك التجمعات فيروس جديد هو H1N1 المعروف بإنفلونزا الخنازير.
ظهر الفيروس المكلل المسبب لمرض السارس أول مرة في نوفمبر ٢٠٠٢ في مقاطعة جوانجدونج بالصين، وكان سببًا في تفشي حالات التهاب رئوي لا نمطي قاتلة، بدأت العدوى محليًّا بين العاملين بالمستشفيات إلى أن اضطر طبيب للسفر إلى هونج كونج في فبراير ٢٠٠٣ حيث مكث ليلة واحدة في فندق هناك، وأصاب ما لا يقل عن سبعة عشر نزيلًا من خمس دول أخرى، ومن ثَم انتشر الوباء في العالم وقُدِّر عدد الضحايا بـ٨٠٠٠ حالة مرضية و٨٠٠ حالة وفاة في تسعة وعشرين بلدًا في خمس قارات مختلفة، أما عن الفيروس المكلل نفسه فهو فيروس ينتقل عن طريق الجو يصيب الجهاز التنفسي، فترة حضانته من يومين إلى أربعة عشر يومًا، ومن بعدها تظهر أعراض الحمى والأوجاع العضلية والسعال، وفي بعض الأحيان الالتهاب الرئوي الذي يتطلَّب دخول العناية المركزة ووضع المريض على جهاز التنفس الصناعي.
أما عن السلوكيات البشرية الخاطئة التي تسهل عملية انتقال الفيروسات الجديدة، فمن أهمها التعامل الخاطئ مع الحيوانات البرية، فمعظم الفيروسات حيوانية المنشأ مثل الإيدز الذي يعتقد أنه انتقل إلى الجنس البشري من فصيل معين من الشمبانزي في أفريقيا الوسطى، وذلك عندما بدأ الصيادون يتجهون إلى قنصها من أجل استخدام لحومها.
أما الفيروس المكلل فقد انتقل إلى المجتمع البشري أيضًا من نوع معين من الوطاويط يسمى وطواط الفاكهة، ويفترض أنه انتقل إلى القطط البرية في أسواق الحيوانات الصينية، والوطاويط ليست ناقلة لفيروس السارس فقط، بل هي أيضًا مستودع لفيروسات أخرى مثل الإيبولا الذي يسبب حمى نزفية ويظهر في أفريقيا من حين إلى آخر.
الفكرة من كتاب الفيروسات.. مقدمة قصيرة جدًّا
يشهد العالم اليوم حالات تفشٍّ حادة لفيروسات خطيرة على غرار فيروس نقص المناعة البشري وأنفلونزا الخنازير وسارس وحمى لاسا، والأشد فتكًا فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
تشرح دوروثي بدايةً ماهية طبيعة الفيروسات وأساليب حياتها والآثار التي تسبِّبها والأضرار التي تُحدثها في صحة الإنسان، كما توضح سبل مكافحة المناعة وآلية عملها بعامةٍ في أثناء أي هجوم وخصوصًا هجوم الفيروسات، كما تبين كيفية استدامة بعض الفيروسات داخل الجسم طول العمر، وعلاقتها بكثير من الأورام السرطانية ومدى ارتباطها بها.
مؤلف كتاب الفيروسات.. مقدمة قصيرة جدًّا
دوروثي إتش كروفورد Dorothy H. Crawford: أستاذة الميكروبيولوجيا الطبية في جامعة أدنبرة بالمملكة المتحدة، ومدير مساعد لمؤسسة (الفهم العام للطب)، ومن مؤلفاتها:
العدو الخفي.
تاريخ طبيعي للفيروسات.
الرفيق المُهلك: كيف شكلت الميكروبات تاريخنا.