الغرور والرياء وكشف العيوب
الغرور والرياء وكشف العيوب
إحدى المشاكل التي تواجه المربي في التربية هي الغرور والرياء، فمن البديهي أن يكون العجب والغرور وحب الذات المفرط صفة منفِّرة ومتعبة، ومن علاماتها لدى الأطفال: التمرُّد والعصيان والتكبُّر والشعور بالعظمة والميل إلى المشاحنة، لذا يعتقد هؤلاء أن أي شيء يصدر منهم هو عين العقل والصواب، ويظنون أنهم أفضل من الآخرين ولا يرغبون بأن يخالفهم أحد، كما أنهم يتصرَّفون مع الآخرين بطريقة التحقير والتعالي، وهم غالبًا ما يصنعون لأنفسهم وهمًا من الخيال ليتصوَّروا ذواتهم هي الأرفع والأعلى ممن حولهم.
ومن أسباب عوامل الغرور: وجود العقد النفسيَّة أو كثرة مدح الطفل أثناء التربية والإفراط في تدليله والاهتمام به، ونحن في ديننا قد نهينا عن هذه الصفة نهيًا شديدًا، لذلك فلنبادر بإصلاحها في الطفل، عن طريق طرح قصص خاصة بهذا التصرُّف، وتشجيعه على الود وتحمل المسؤولية والصعاب، وتجنُّب الإفراط في مدحه، كأن تقول له: “أنت أفضل طفل في العالم!” .
أما عن صفة كشف العيوب فمفهوم كشف العيوب نعني به الإنسان الذي دائمًا ما يتفحَّص نواقص وعيوب غيره ليظهرها على الملأ، وقد نرى هذا في بعض الأطفال، وهؤلاء بالطبع يفقدون الانسجام مع الآخرين ولا تدوم صداقاتهم، فقد أُمِرنا في ديننا بعدم التجسُّس وعدم اتباع العورات أو استراق السمع والنظر، وهذا ما يجب تعليمه للطفل منذ البداية، حيث يجب أيضًا اكتشاف العلل التي أدَّت به إلى ذلك.
أما الرياء فهو حالة اجتماعية تعني الظهور بمظهر مخالف للطبيعة واصطناع طباع معيَّنة لطلب المنزلة لدى الناس، وله علامات وظواهر في الشخصية كتصنُّع القول وحب مدح الآخرين وتصنُّع السلوك للحوز على الرضا والسعي للتقرُّب من ذوي الشهرة.
وهؤلاء إنما يرغبون بالمدح الدائم ويحبُّون أن يكون الاهتمام منصبًّا تجاههم، فالرياء قد يحصل بسبب عامل نفسي كفقد الأمان والرغبة في النجاة من شعور الألم والخوف الناتج عن مخالفة الآخرين، لذا لا بد من إصلاح هذه الصفة داخل الطفل، عن طريق إشباع عاطفته، وإشعاره بالقبول والاحترام.
الفكرة من كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
لقد ركَّزت الدعوة الإسلامية على الأخلاق والقيم والترفُّع عن الرذائل، وباعتبار أن الأسرة هي الدعامة الأساسية للمجتمع المسلم، فقد كان عليها الدور الرئيس في غرس الأخلاق الفاضلة للشخص منذ طفولته، وفي هذا الكتاب سيحدِّثنا الكاتب عن أخطر الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الأطفال والعلل المتسبِّبة فيها وكيفية معالجتها.
مؤلف كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.