استهلاك البيئة
استهلاك البيئة
أنت أهم شيء على وجه الأرض والكون كله وجد لأجلك، تعتبر هذه الفكرة هي أهم الأفكار التي سيطرت على عقل الإنسان الغربي عقب ما وصل إليه من تقدم علمي وتطور، فلا عجب أن يسعى هذا الإنسان للتحكم في الطبيعة عن طريق القضاء على كل ما هو غير مرغوب، والإبقاء على ما يلائم نمط الحياة التي يحياها كي يستطيع استهلاك الطبيعة وقتما يشاء وكيفما يريد.
كان نتاج شيوع الثقافة الاستهلاكية سيطرة الفساد الحضاري على العالم، من دمار للريف وانتشار للسرطانات، وموت الآلاف في حوادث الطرق السريعة كل عام، وحروب يموت على إثرها الآلاف وتدمر فيها شعوب وثقافات، ولعلك تتساءل ما سر عدم توقفنا عن الاستهلاك إذا كانت له كل هذه الآثار السلبية؟
لعل من أسباب عدم كف البشر عن الاستهلاك عدم رؤية القبح الحقيقي لهذه الثقافة بسبب التعقيد الذي تتميز به، وكذلك قلة الخبرة بمعنى الجمال وعدم القدرة على التمييز بين القبيح والجميل بسبب فساد الطبع.
ولذلك تواجه الثقافات الرافضة لثقافة الاستهلاك عقبات في محاولة التغلب عليها، كالقوة التي يتمتع بها أصحاب المصالح التجارية، حيث تنعدم معظم الأعمال التجارية إذا توقف المجتمع عن الاستهلاك، وكذلك المواقف الموروثة لدى الناس وتمركز معظم حياتهم حول الاستهلاك، فالمجتمع في حاجة إلى مساعدة حول كيفية التفكير والتصرف بطرق مختلفة للخروج من هذا المأزق.
الفكرة من كتاب ثقافة الاستهلاك: الاستهلاك والحضارة والسعي وراء السعادة
أن تملك أو لا تملك هو جوهر النزعة الاستهلاكية في أمريكا ومحرك الرأسمالية الغربية، إذ يعتمد 90% من قوة العمل الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر على الأعمال التجارية التي تنتج السلع والخدمات الاستهلاكية، وهو ما يشكل معظم دخل البلاد والعمل بداخلها.
تصاحب هذه الثقافة الاستهلاكية حالة من عدم السعادة، نتيجة التطلع لما هو غير موجود، فنرى أشياء لم تكن للبيع من قبل صارت تباع، مع قلة في الأعمال الجادة، وتعزيز لنظام الفوارق بين الطبقات، وبيع ما يجلب المال بدلًا من بيع ما يحتوي قيمة حقيقية، واستهلاك دائم للطبيعة وسعي للتفوق عليها.
فما طبيعة هذه الثقافة الاستهلاكية؟ وما أسباب شيوعها؟ وما مدى تأثيرها في جوانب الحياة المختلفة؟ وهل يمكن التغلب عليها أم إنها أصبحت واقعًا لا مفر منه؟ يحاول الكتاب الإجابة عن هذه التساؤلات في مجموعة من المقالات لعدد من الكتاب تتضمن رؤية وتحليلًا لجوانب مختلفة في المجتمع تتعلق بهذه الثقافة الاستهلاكية.
مؤلف كتاب ثقافة الاستهلاك: الاستهلاك والحضارة والسعي وراء السعادة
روجر روزنبلات: أستاذ اللغة الإنجليزية والكتابة المتميز في جامعة ولاية نيويورك ستوني بروك / ساوثهامبتون، حصل على درجة الدكتوراه في الكتابة الإبداعية من جامعة هارفارد، له مؤلفات ومسرحيات عدة، منها مسرحية “فري سبيس في أمريكا” التي صنفت واحدة من أفضل عشر مسرحيات لعام 1991 في التايمز.
معلومات عن المترجم:
ليلى عبد الرازق، أستاذة اللغة الإنجليزية والترجمة الفورية بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ترجمت العديد من الكتب العربية إلى اللغة الإنجليزية، من ضمنها كتاب شخصية مصر للدكتور جمال حمدان.