سلبيات المجتمعات العربية وإيجابياتها
سلبيات المجتمعات العربية وإيجابياتها
هناك بعض السلبيات التي رآها الكاتب في العالم العربي، وأراد أن يخبرنا بوجهة نظره عنها، ففي المطار الذي هو عتبة الدخول إلى البلد تجد البلدان العربية تتسم بإجراءات الدخول المشددة، وفتح الحقائب وتفتيشها الفظ، وتلك من الصور المؤلمة التي تفضح نظامًا بأكمله، كما أن هناك ظاهرة انتشار الرشوة بشكل كبير، فلا تكاد تنهي أي مصلحة حكومية إلا وتجد جوًّا من الفوضى، وعدم الالتزام بأولوية الحضور، وعندما تريد الشرطة في اليابان أن تراقب شخصًا أو رقم هاتف فإنها تحصل على إذن رسمي من الحكومة، أما في البلدان العربية تجد أجهزة الأمن تراقب الهواتف والأفراد والبيوت بلا إذن ولا محكمة، كما تلعب الصحافة والشرطة اليابانية دورًا فعالًا في مكافحة أشكال مخالفة القانون كافة حتى لو كان مرتكبوها أثرياء المجتمع، إلا أنه في العالم العربي تجد القانون يجري تطبيقه على الشعب، بينما رجال السلطة والتابعون لهم فوق ذلك القانون الذي وضع في الأساس بواسطتهم.
وذكر الكاتب بعض السلوكيات لدى الأطفال التي رآها في ريف مصر من قبيل: أن يلف طفل خيطًا حول عنق عصفور صغير ويجره وراءه ولا يُوقفه عن ذلك أحد من الكبار، فربما هم يفهمون الأمر على نحوِ “ضعيف تحت سيطرة قويّ”، وعندما كان الكاتب بأحد المتاحف في البادية استوقفه أحد الحراس وعرض عليه شراء قطعة آثار سرًّا، واندهش الكاتب من ذلك بشدة، ولم يستطع تصديق كيف أن موظفًا اختاره وطنه ليحرس آثاره ومع ذلك فإنه يخون ضميره وشرفه ويبيع تاريخ أجداده، كما أن العنصرية تظهر بشكل كبير في المجتمعات العربية؛ كأن تجد أصحاب السيارات الخاصة يتفاخرون بها ويضطهدون الآخرين، رغم أن ملكية السيارات في البلدان المتقدمة ليست امتيازًا ولا تختلف عن امتلاك دراجة عادية، وكل المجتمعات بجانب سلبياتها لديها الكثير من المميزات ولعل من أكثر المميزات التي تحظى بها الشعوب العربية هي الكرم وحسن الضيافة.
الفكرة من كتاب العرب وجهة نظر يابانية
كل دولة لها تاريخ وثقافة وعادات تختلف من دولة لأخرى، وفي كتابنا اليوم سنرى مصر والعالم العربي من وجهة نظر أخرى، ألا وهي كيف يرى اليابانيون مصر والعالم العربي، ولا شك بأنه موضوع مثير وحماسي أن نرى أنفسنا في عيون الآخرين، فهذا يُظهر بعض العيوب الموجودة التي ربما تغيب عنا، ولكن لا يجب أن ننظر إليها على أنها تقليل من أنفسنا بقدر ما هي انتقاد صادق، فكل الدول لديها عيوب ومميزات، وإن لم تعرف عيوبها وتعمل على حلها لن تتقدم.
ولذا سنعرف معًا في هذا الكتاب كيف يرانا الكاتب، كونه أجنبيًّا عاش في البلدان العربية لأربعين عامًا، وما آراؤه تجاه عاداتنا، وتقاليدنا، وممارستنا الحياة بشكل عام، كما سيتحدث عن ريف مصر، وبدو الصحراء وما استفاد منهم، وسيذكر أهم الكتاب العرب والمصريين الذين أثروا ثأثيرًا عميقًا في حياته. والآن اربطوا الأحزمة واستعدوا للانطلاق في رحلةٍ حماسيةٍ مثيرة تسرق الألباب، وتفتِِح العقول والأذهان.
مؤلف كتاب العرب وجهة نظر يابانية
نوبوأكي نوتوهارا: وُلد نوبوأكي نوتوهارا عام 1940 في اليابان، وهو عالم ياباني في الأدب العربي، درس اللغة العربية وعلومها في جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية، وفي عام 1974 انتقل إلى القاهرة ليكمل دراسته بها، أحب الأدب العربي ولذا قام بتوصيله إلى الشعب الياباني عن طريق ترجمة العديد من الروايات والقصص العربية إلى اليابانية، وكانت أول ترجماته رواية «عائد إلى حيفا» لغسان كنفاني، وبعدها «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي، و«الحرام»، و«أرخص ليال»، و«العسكري الأسود» للدكتور يوسف إدريس، و«تلك الرائحة» لصنع الله إبراهيم، و«الخبز الحافي»، لحمد شكري. ولقد عايش نوبوأكي نوتوهارا العرب نحو 40 عامًا، وتنقل بين المدن العربية المختلفة، وفي عام 2003 كتب هذا الكتاب عن انطباعاته عن العرب. وله مؤلفات أخرى مثل: “أين المصريون؟” الذي نُشر باللغة اليابانية.