الكاتب وعلاقته بالعالم العربي
الكاتب وعلاقته بالعالم العربي
بدأت علاقة “نوبوأكي نوتوهارا” تتوطد بالعالم العربي بعد أن حصل على منحة خاصة من الحكومة المصرية للدراسة بصفته طالبًا مستمعًا في جامعة القاهرة في عام 1974، وهناك بدأ بالاطلاع على الأدب العربي مثل رواية “الأرض” لعبد الرحمن الشرقاوي، التي ترجمها أيضًا، كما دفعته نحو تجربة الإقامة في الريف المصري، فذهب إلى محافظة الشرقية وأقام بإحدى قراها، وهناك تعرف عاداتهم وتقاليدهم وكيف يتعاملون، ولكن هناك الكثير من الأمور التي ظلت غامضة بالنسبة إليه، وهذا ما دفعه أكثر للقراءة ومطالعة الأدب المصري، فعرف كتب وقصص “يوسف إدريس” و”صنع الله إبراهيم” “وحسين فوزي” و”يحيى حقي” الذي لفت انتباهه بقوة نحو صعيد مصر، كما أنه تعرف على “نجيب محفوظ” و”غسان كنفاني” في أثناء دراسته بالجامعة، واحتلت رواية “عائد إلى حيفا” مكانة مميزة بقلبه، وكانت أول عمل يقوم بترجمته.
وحتى بعد عودته إلى اليابان ظل محافظًا على زيارات سنوية لمصر يقابل فيها أصدقاءه ومعارفه، ويشتري جديد الإنتاج العربي ليقرأه أو ليترجمه، إلى أن عرف البادية، التي جذبته بشدة كونها لا توجد في اليابان وأوروبا فذهب في رحلة قصيرة إلى حضرموت، ثم إلى البادية في “سوريا” عام 1980، وكان لديه هدف واضح وهو البحث عن معنى مختلف عما هو موجود في اليابان ومصر، وخلال تلك الإقامة عرف العديد من الكتاب الذين يتناولون البدو وحياتهم في أعمالهم، ومنهم: “عبد السلام العجيلي” و”عبد الرحمن منيف” وبخاصة روايته “مدن الملح”، وكذلك تعرف على “إبراهيم الكوني” وهو كاتب ليبي قدمت أعماله عالمًا غنيًّا لـ نوبوأكي كان يبحث عنه، ومن خلال تجربته تلك؛ تكونت في داخله تساؤلات وملاحظات وخبرات كثيرة أراد كتابتها في هذا الكتاب ليقدمها للعالم العربي من منظوره الخاص.
الفكرة من كتاب العرب وجهة نظر يابانية
كل دولة لها تاريخ وثقافة وعادات تختلف من دولة لأخرى، وفي كتابنا اليوم سنرى مصر والعالم العربي من وجهة نظر أخرى، ألا وهي كيف يرى اليابانيون مصر والعالم العربي، ولا شك بأنه موضوع مثير وحماسي أن نرى أنفسنا في عيون الآخرين، فهذا يُظهر بعض العيوب الموجودة التي ربما تغيب عنا، ولكن لا يجب أن ننظر إليها على أنها تقليل من أنفسنا بقدر ما هي انتقاد صادق، فكل الدول لديها عيوب ومميزات، وإن لم تعرف عيوبها وتعمل على حلها لن تتقدم.
ولذا سنعرف معًا في هذا الكتاب كيف يرانا الكاتب، كونه أجنبيًّا عاش في البلدان العربية لأربعين عامًا، وما آراؤه تجاه عاداتنا، وتقاليدنا، وممارستنا الحياة بشكل عام، كما سيتحدث عن ريف مصر، وبدو الصحراء وما استفاد منهم، وسيذكر أهم الكتاب العرب والمصريين الذين أثروا ثأثيرًا عميقًا في حياته. والآن اربطوا الأحزمة واستعدوا للانطلاق في رحلةٍ حماسيةٍ مثيرة تسرق الألباب، وتفتِِح العقول والأذهان.
مؤلف كتاب العرب وجهة نظر يابانية
نوبوأكي نوتوهارا: وُلد نوبوأكي نوتوهارا عام 1940 في اليابان، وهو عالم ياباني في الأدب العربي، درس اللغة العربية وعلومها في جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية، وفي عام 1974 انتقل إلى القاهرة ليكمل دراسته بها، أحب الأدب العربي ولذا قام بتوصيله إلى الشعب الياباني عن طريق ترجمة العديد من الروايات والقصص العربية إلى اليابانية، وكانت أول ترجماته رواية «عائد إلى حيفا» لغسان كنفاني، وبعدها «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي، و«الحرام»، و«أرخص ليال»، و«العسكري الأسود» للدكتور يوسف إدريس، و«تلك الرائحة» لصنع الله إبراهيم، و«الخبز الحافي»، لحمد شكري. ولقد عايش نوبوأكي نوتوهارا العرب نحو 40 عامًا، وتنقل بين المدن العربية المختلفة، وفي عام 2003 كتب هذا الكتاب عن انطباعاته عن العرب. وله مؤلفات أخرى مثل: “أين المصريون؟” الذي نُشر باللغة اليابانية.